في مؤشر على الانقسام المتزايد داخل الحركة، بعد وفاة زعيمها التاريخي الملا محمد عمر، تقدم طيب آغا رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية في الدوحة، باستقالته من مهامه، احتجاجاً على تعيين الملا "أختر منصور" زعيماً للحركة خلفاً للملا عمر الذي أعلن عن وفاته الأسبوع الماضي.
وجاء في بيان صدر عن طيب آغا، وأكدته مصادر من طالبان، "أن طيب آغا رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي فُتح في الدوحة لتسهيل إجراء حوار سلام مع الحكومة الأفغانية الولايات المتحدة، استقال من منصبه".
وقال البيان "من أجل أن يبقى ضميري مرتاحاً وأحترم مبادىء الملا عمر، قررت إنهاء عملي كرئيس للمكتب السياسي"، على حد تعبيره.
وأضاف: "لا أريد التورط في أي نزاعات داخل طالبان، ولن أدعم أي طرف في النزاع الحالي داخل الحركة".
ومنذ الإعلان عن وفاة الملا عمر خرجت خلافات الحركة للخارج بين مؤيد ومعارض لاختيار "أختر" خليفة "لعمر". ومن جهتها أعلنت عائلة الملا عمر عن رغبتها في إعادة انتخاب رئيس آخر للحركة غير "أختر" ما أكد أن الأخير لا يتمتع بالإجماع في أوساط الحركة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع اتهمت مجموعة تابعة لطالبان "أختر" بأنه يقف خلف وفاة الملا عمر، زاعمة أنه أمر مقربين من الأخير بإعطائه دوءا مسموما أحضر من دبي على حد قولها.
ونوه طيب آغا إلى أن "موت الملا عمر أخفي لعامين وهذا خطأ تاريخي"، معبراً عن أسفه لأن "القادة في أفغانستان لم تتم مشاورتهم في اختيار الملا منصور، ونائبيه الملا هيبة الله اخندزاده المسؤول السابق عن محاكم الحركة، وسراج الدين حقاني نجل الملا جلال الدين حقاني".
وأعلنت طالبان، الجمعة، تعيين الملا أختر منصور زعيماً جديداً لها خلفا للملا عمر، لكن هذا التعيين أثار معارضة بقيادة نجل الملا عمر وشقيقه، اللذين دانا هذه الخطوة واعتبرا أنها متسرعة وغير توافقية وشككا في شرعية منصور.
وتواجه الحركة الأفغانية خطر الانقسام في ظل غياب الملا عمر والتنازع الداخلي بين أقطاب الحركة وسط خشية أن يستغل تنظيم "داعش" هذه الخلافات ليخترق الساحة الأفغانية بقوة ويحل محل حركة طالبان ويستقطب عناصرها.