أمرت قيادة القوات المسلحة التركية وحداتها المرابطة على طول الشريط الحدودي مع سوريا، بالرد المباشر على أي عملية إطلاق نار تأتي من الجانب السوري تجاه الأراضي التركية ودون انتظار الحصول على إذن من السلطات العليا.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر عسكرية تركية في منطقة "أقجة قلعة" المقابلة لمنطقة تل أبيض السورية، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم "داعش" وعناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أنّ "أمر إطلاق النار جاء من دون تمييز بين الجهات التي تقوم بعملية الإطلاق، ويشمل ذلك كافة الفصائل المقاتلة داخل الأراضي السورية".
وذكرت المصادر نفسها أنّ "وحدات الجيش التركي المرابطة في المنطقة قامت مساء الأحد(14|6) باستقبال آلاف العالقين على الحدود، الذين ينوون دخول الأراضي التركية بعد تلقي أوامر بفتح الحدود، إلّا أنّ عناصر تنظيم "الدّولة" قامت بمنع النازحين من الاقتراب من الحدود التركية".
وفي ما يتعلق بمسألة قيام عدد من الجنود الأتراك بإطلاق النار في الهواء لردع النازحين ومنعهم من الاقتراب من الشريط الحدودي، أكّدت المصادر العسكرية أنّ "هذه الأنباء عارية عن الصحة، وأنّ عناصر تنظيم "داعش" الموجودين في الطرف السوري هم من قاموا بذلك من أجل تخويف النازحين وإعادتهم إلى منازلهم".
وأوضحت المصادر العسكرية المرابطة قرب الحدود التركية السورية، أنّ "الجنود الأتراك الذين يقومون بحراسة الشريط الحدودي ليس لديهم تفويض يخوّلهم استقبال النازحين، وأنّ هذا الأمر عائد للولاية والقائمين على إدارة المدينة المجاورة لمناطق النزوح".
وتتعرض منطقة تل أبيض السورية منذ عدة أيام لقصف عنيف من قِبل طائرات التحالف الدّولي، بالتزامن مع هجوم بري عنيف من قِبل عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، تحت ذريعة محاربة عناصر تنظيم "داعش"، الأمر الذي أدّى إلى نزوح ما يقارب 15 ألفاً من سكان تلك المنطقة أغلبهم من التركمان والعرب باتجاه الأراضي التركية.
وعقب الازدحام الكبير الحاصل على الجانب السوري من الحدود، قامت السلطات التركية بفتح ممر آمن وإدخال النازحين إلى الأراضي التركية، حيث قامت الجهات المعنية بإجراء الفحوص الطبية والإجراءات اللازمة قبل إرسالهم إلى مخيمات اللجوء في الولايات التركية المختلفة.
وسيطرت القوات الكردية على وسط تل أبيض في وقت سابق اليوم بعد معارك عنيفة بين الأكراد وداعش، فيما قال المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول إن واشنطن تدعم إقامة دولة كردية في سوريا وإن أنقرة لن تسمح بذلك.