قبل بضعة أسابيع نشر موقع "إمارات 71" تقريرا حول الانتخابات البرلمانية التركية بعنوان "موسم الانتخابات التركية.. سباق الأيدي الخفية لإرباك الديمقراطية" ضمن متابعته للشأن التركي.
وقد تبين أن هناك أطرافا تركية وإقليمية تعتبر هذه الجولة من الانتخابات مسألة حياة أو موت سياسي بالنسبة لها، ما دفع لبعض الأيدي العبث في الساحة التركية بطرق عديدة كان من بينها بعض التفجيرات في شوارع اسطنبول.
وكان الكاتب الصحفي محمد زاهد جول، كتب (1|4) مقالا بعنوان "ماذا تريد الإمارات من تركيا" اعتبر فيه أن دولة الإمارات تقوم باتصالات مع المعارضة التركية" وهو ما قد تؤكده بعض المعطيات في هذه الوقفة.
وقبل الانتخابات عمقت دولة الإمارات علاقتها بالأكراد ولا سيما إقليم كردستان العراق بإطلاق مشاريع اقتصادية وخيرية في أربيل و استقبل محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ونائب رئيس الدولة محمد بن راشد، ووزير الخارجية عبد الله بن زايد في ثلاثة اجتماعات منفصلة، نيجيرفان بارازاني رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، الذي كان في زيارة إلى الإمارات للمشاركة في أعمال القمة الحكومية 2015 في فبراير الماضي. وقالت وسائل الإعلام الإماراتية، إن الاجتماعات تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مؤشرات التدخل الإماراتي
لم تخل وسائل الإعلام الإماراتية من فرحة، وشماتة، بعد أن تراجع حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح حزب الشعوب الديموقراطي الكردي.
وأثار الفوز المفاجئ للحزب الكردي الذي انتقص من حصة الحزب الحاكم شكوك مراقبين حول دعم إماراتي محتمل للحزب الذي فاز بقرابة الـ13% من مقاعد البرلمان.
وتكمن أهمية دخول الحزب التركي إلى البرلمان في أنه يحرم الحزب الحاكم من الأغلبية التي تخوله تشكيل الحكومة القادمة وحده، ومن تعديلات دستورية يطمح لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لا يحظى بالقبول في الإمارات العربية المتحدة، لكون الأخيرة تدعم النظام المصري وتحارب جماعة الإخوان المسلمين أينما وجدت، الأمر الذي لا يروق لأردوغان.
رئيس تحرير جريدة "المصريون"، جمال سلطان، وصف ما حدث بـ"الاختراق الإماراتي المحدود" لتركيا عن طريق دعم الحزب الكردي الذي ينادي بتركيا علمانية.
وقال سلطان إن النسبة التي حصل عليها حزب الشعوب الديموقراطي "لا تستحق هذه الاحتفالات الكبيرة للإعلام الموالي لأبو ظبي".
لذلك يرجح مراقبون أن دولة الإمارات قد تكون إحدى الأيدي الخفية التي دعمت الحزب الكردي بإقناع أحزاب تركية بانتخاب هذا الحزب ليتجاوز عتبة دخول البرلمان لحرمان حزب العدالة والتنمية من تعديل الدستور وتطوير نظام الحكم ومحاصرة مشروع أردوغان الإصلاحي.