تنوي بلجيكا وقف مشاركتها في التحالف الدولي ضد "داعش"، وسحب طائراتها الستة من قاعدة الأزرق في الأردن، متذرعة باضطرارها لخفض النفقات العسكرية، بينما تفكر دول أخرى في الانسحاب أيضًا.
تتجه السلطات البلجيكية إلى سحب طائراتها من طراز إف-16، المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). فبلجيكا تشارك في الغارات على "داعش" في العراق بست طائرات من هذا الطراز، في إطار التحالف الدولي، منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتتمركز الطائرات البلجيكية في قاعدة الأزرق في الأردن، ومعها فريق صيانة وأمن مكون من 120 عسكريًا. خفض نفقات أثار هذا القرار بالانسحاب من التحالف الدولي لغطًا في الأوساط السياسية في بلجيكا، إذ ينتهي التفويض الرسمي للبعثة البلجيكية في الثلاثين من الشهر الجاري، ما يعني أن الحكومة ستعلن قرارها قريبًا.
وكان وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، الموجود حاليًا في الأردن، قد عبر عن هذا التوجه، وقال: "الأمر يتعلق بخفض النفقات، لكننا نتفاوض مع هولندا للقيام بدورنا وتعويض عملنا مؤقتًا ضمن التحالف الدولي". وألمح ريندرز إلى أن بلاده قد تعود لاحقًا للانضمام إلى التحالف بإمكانات مخفضة، في العام 2016، "فمحاربة داعش قد تستغرق سنوات"، كما قال، داعيًا الدول الإقليمية إلى مشاركة أكثر فاعلية في التصدي لهذا التنظيم.
لكن الوزير البلجيكي أكد أن بلاده ستبقي على فريق التدريب العامل حاليًا في العراق، والمكون من ثلاثين مدربًا وعنصر أمن، يعملون على تأهيل القوات العراقية في بغداد. ودول أخرى ايضًا إلا أن اللافت في تصريحات رئيس الدبلوماسية البلجيكية إقراره بأن داعش لا يتراجع، "بل يربح معركة الاتصال والاعلام"، كما قال الوزير من عمّان. هذا وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الأوساط العسكرية والسياسية في بعض الدول المنخرطة في التحالف تناقش أيضًا إنسحابها منه.
وكان ريندرز إلتقى الاثنين الملك الأردني عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأردني ناصر الجودة. ومن المتوقع أن يزور اليوم قاعدة الأزرق حيث يتفقد قوات بلاده، قبل أن يتوجه إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، لاجراء مباحثات مع المسؤولين المحليين وممثلين عن الطائفة الأيزيدية. وتأتي تصريحات ريندرز في وقت يشتعل فيه الجدل الدولي حول فائدة ومصداقية التحالف الدولي ضد داعش، خصوصًا أن هذا التنظيم يواصل تمدده في العراق وسوريا، بل وصل إلى ليبيا، رغم ما قيل عن ضربات جوية دولية موجعة وُجهت إليه على مدى أشهر.