حمّل دبلوماسي أمريكي سابق، إدارة الرئيس باراك أوباما المسؤولية عن تفشي ظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط، بسبب موقف إدارته "الرخو" تجاه ما يجري في سوريا.
ورأى مارك هامبلي الذي عمل سفيراً في عدد من الدول العربية، ومديراً لمركز القرن القادم السياسي، "أن إدارة أوباما وحدها تتحمل مسؤولية ظهور التطرف والإرهاب بالشرق الأوسط".
وأضاف "هامبلي": أن أوباما يتحمل المسؤولية عن تدهور الوضع إلى الحد الذي أدى لظهور تنظيمات متطرفة كتنظيم "الدولة"، بالرغم من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد المقاومة السورية بصاروخ "تاو" المضاد للدروع، الذي كان له دور حاسم في المعارك بإدلب وجسر الشغور.
وتابع هامبلي: "بصمت أوباما على جرائم النظام السوري التي حملت معنى طائفي، وفي ظل سعيه الحثيث للتقرب من إيران، التي باتت تشكِّل خطراً على الأمن الإقليمي لدول المنطقة لا سيما الخليج، أرسل رسالة مفادها أن الرؤية الأمريكية تجاه ملفات المنطقة متطابقة تماماً مع الرؤية الإيرانية، وهو ما أشعل موجة استياء سعودية قطرية تركية ضده".
وأضاف: "كل المؤشرات في المنطقة تشير إلى أن هناك تحالفاً جدياً من أجل سوريا قد نشأ بين تركيا والسعودية وقطر، وأن هذا التحالف سوف يتصرف بمعزل عن الرؤية الأمريكية حول سوريا وقد يكتفي فقط بإخطارها بالتحركات ضد الأسد".
واستطرد السفير الأمريكي السابق بالقول: "أنا لن أستغرب إن شاركت بالفعل قوات عربية وتركية أو أي دولة من دول الإقليم في المعارك بسوريا مؤخراً، لكن في المقابل على هذا التحالف أن يعي أن الولايات المتحدة لا تريد التورط في المستنقع السوري، كما أنها أيضاً لن تمانع في تورط أحد غيرها فيه".
ولفت هامبلي إلى أن "الحرب السورية أشبه باللعب على رقعة الشطرنج، حيث تقاتل القوات الحكومية وحزب الله وداعش وجماعات المعارضة الأخرى، التي هي في حالة تناحر داخلي مع بعضها البعض، ما يعني أن من سيتدخل عليه أن يتحمل تبعات ذلك التدخل الذي بالتأكيد لن تكون بسيطة على الدول الثلاث".
ويرى مراقبون أن صمت الإدارة الأمريكية على انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي والوقوف ضد خيارات الشعوب أدى إلى تفاقم ظاهرة التطرف والغلو.