قال الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى سابقاً في مملكة البحرين، إن "عاصفة الحزم" وضعت أسساً جديدة للأمن القومي الخليجي والعربي.
وجاءت تصريحات آل خليفة خلال محاضرة بعنوان "مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمن القومي العربي"، نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، واستعرضت المحاضرة المدلولات التاريخية المرتبطة بالأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة العربية، التي أشارت إلى وجود عجز في بنية الأمن القومي العربي.
وأوضح آل خليفة أن معاهدة "الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي"، الصادرة عن جامعة الدول العربية عام 1950، قد أخفقت في التصدي الفعلي لأي اعتداءات تعرضت لها الدول العربية، لتصبح بذلك أولى بوادر انهيار الأمن القومي العربي وفشل مبادراته.
وسلط الضوء على علاقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بجامعة الدول العربية، في نطاق مشروع الأمن القومي العربي التي تبلورت في ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى بدأت منذ عام 1971، حين انضمت معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى عضوية جامعة الدول العربية في ذلك العام، وقد اتسمت هذه المرحلة بطابع العلاقات التعاونية والتكافلية، انطلاقاً من مبدأ استثمار الثروة النفطية الخليجية بصفتها ثروة عربية قومية.
أما المرحلة الثانية فقد انطلقت بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990، وامتازت بالبعد الدبلوماسي والسياسي في طرح الحلول والمبادرات الأمنية؛ ومنها على سبيل المثال العمل على حل الصراع في لبنان وغيره من الملفات.
وأشار المحاضر إلى أن المرحلة الثالثة بدأت مع أحداث ما سمي "الربيع العربي" في نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 التي"نجم عنها فوضي وتدخلات خارجية أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول مثل سوريا وليبيا، علاوة على عدم الاستقرار في العراق وغيره من الدول، وأدى ذلك إلى فتح الباب أمام بعض القوى الإقليمية الطامعة في النفوذ والتوسع مثل إيران للتدخل في كل من العراق وسوريا ومؤخراً اليمن، وهو ما يعني تهديد الأمن القومي الخليجي والأمن القومي العربي إجمالاً".
وأوضح المحاضر أن "عاصفة الحزم" جسدت إدراكاً خليجياً عربياً بالأخطار المحيطة بالأمن القومي الخليجي والعربي، خاصة عندما وصل الحوثيون إلى صنعاء مهددين النظام والاستقرار في اليمن.
وخلصت المحاضرة إلى أن تحقيق الأمن القومي العربي يتطلب تحصين الجبهة الداخلية وبناء قوة عسكرية مشتركة، وإيجاد استراتيجية خليجية عربية موحدة لتحقيق الأمن القومي العربي، وضرورة إعادة النظر في نمط التحالفات الاستراتيجية الدولية الحالية لدول الخليج والدول العربية عموماً.