أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، في البيان الختامي لقمة "كامب ديفيد"، التي جمعت بين الرئيس الأمريكي وعدد من زعماء دول الخليج، أنها ستعمل على استخدام القوة العسكرية من أجل الدفاع عن شركائها الخليجيين، مشيرة إلى أنها ستتصدى وحلفائها لنشاط إيران الذي يزعزع الاستقرار.
وأشار البيان إلى التزام الطرفين الخليجي والأمريكي بالعلاقة الاستراتيجية بينهما، موضحاً أنه سيكون هناك عقد قمة سنوية بين الطرفين لتعزيز هذه العلاقات.
وأكد على وجود التزام بالعمل المشترك "لمواجهة أي عدوان على دول الخليج"، كما أن واشنطن ستتعاون مع دول الخليج لردع ومواجهة أي تهديد. وتعهدت الولايات المتحدة في الوقت ذاته تتعهد ببناء قدرات صاروخية في منطقة الخليج، وتعزيز الدفاعات الخليجية ببناء نظام إنذار مبكر.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني؛ قال بيان قمة كامب ديفيد، إن أي اتفاق شفاف وملزم حول نووي ايران يجب أن يعزز أمن المنطقة.
أما بشأن الأوضاع في سوريا، والذي كان أحد محاور النقاش الرئيسية في القمة الأمريكية الخليجية، فقد أكد البيان أن بشار الأسد فقد شرعيته، مشدداً على أنه "لا دور له في مستقبل سوريا".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد عبّر في ختام قمة كامب ديفيد، الخميس، عن التزام واشنطن مع دول الخليج لتعزيز سبل التعاون، وقال في كلمة ختامية إن "النقاشات كانت عميقة وصريحة ومطولة مع قادة دول الخليج، وعرّجنا ليس فقط على صفقة النووي الإيراني، ولكن على الفرص كي لا تتمكن إيران من الحصول على السلاح النووي وكي لا يكون هناك سباق نحو التسلح النووي".
وأضاف أوباما بقوله "ناقشنا الأزمة في سوريا واليمن، وناقشنا موضوع مواجهة التطرف العنف والتطرف، والعمل الإضافي لمواجهة داعش".
وأقرّ أوباما بوجود "تغيرات استثنائية" في دول الخليج، لكنه أضاف بقوله "لكننا قادرون على تقوية بعضنا والعمل على قضايا مثل مكافحة الإرهاب والانتشار النووي والصراعات".
وتقدم أوباما بالشكر لكل المشاركين في القمة، وقال "أعتقد أن عملا دؤوبا ينتظرنا، وأؤكد أنها ليست فرصة لالتقاط الصور، وإنما سلسلة عمل مستمر، حيث سيكون هناك لقاء قمة السنة المقبلة".
بدوره؛ تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نيابة عن قادة الخليج المشاركين في القمة، وقال إن "النقاشات كانت مثمرة وجيدة وهناك أمور تم الاتفاق عليها مع أمريكا".
وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، قال أمير قطر إن "كل دول مجلس التعاون ترحب بهذا الاتفاق، وتتمنى أن يكون عامل استقرار، وقد تحدثنا عن ضرورة عدم التدخل في شؤون دول المنطقة".
ويرى مراقبون أن البيان الختامي للقمة جاء أقل من المتوقع والسقف الذي رفعته دول الخليج قبيل القمة كما أن البيان الختامي لم يتطرق إلى قضية الإصلاح الداخلي في دول الخليج والتي تعهد أوباما بأن تكون جزءا من مباحثات القمة. ويعتبر المراقبون أن نتائج القمة قياسا لسقف التوقعات والمطالب الخليجية جاءت "متواضعة" ولم ترتق لحجم الملفات الساخنة التي تعانيها المنطقة.
