أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

عاصفة الحزم.. مشروع عربي موازن

الكـاتب : عبد الله خليفة الشايجي
تاريخ الخبر: 13-04-2015


تعرض النظام العربي والإقليمي للكثير من التحديات والنكسات خلال السنوات الماضية. وبقي الطرف العربي هو الحلقة الأضعف في توازن القوى الإقليمي، حيث استمرت سياسات ومواقف الجانب العربي دفاعية، وردات فعل، وتفتقر للإجماع والتماسك، والأهم والأكثر خطورة أنها تفتقر لردع القوى الإقليمية غير العربية (إسرائيل وتركيا وإيران) الأطراف المتحكمة في مفاصل اللعبة الإقليمية، ما منع بلورة وتشكيل مشروع عربي متماسك وقوي يردع ويتصدى لمشاريع القوى الإقليمية غير العربية.

وقد شكلت عاصفة الحزم، المستمرة للأسبوع الثالث، نقلة نوعية واستراتيجية كبيرة خلطت الأوراق وغيرت من المعطيات وأعطت الطرف العربي بقيادة خليجية ديناميكية جديدة في النظام العربي يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وقد أخذ العرب زمام المبادرة لأول مرة منذ قرن، وعُقدت قمة شرم الشيخ العربية على تلك الخلفية من نشوة التغيير والتصدي للمشاريع غير العربية. ولذا فقد تكون قمة شرم الشيخ من القمم العربية النادرة التي شهدت إجماعاً حول قضايا استراتيجية وعلى رأسها إقرار تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لعام 1950 وإنشاء قوات عربية مشتركة لمواجهة الخصوم والأعداء.

واليوم جرت مياه كثيرة تحت الجسر بعد 70 عاماً من إنشاء الجامعة العربية، و65 عاماً من اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وربع قرن على غزو واحتلال نظام صدام حسين لدولة الكويت، والتحولات الكبيرة التي قادت لغزو واحتلال أميركا للعراق وأفغانستان، وتغيير توازن القوى الهش في المنطقة، وفشل خطط المحافظين الجدد تحت إدارة بوش الابن في تغيير جيوبوليتيكية المنطقة، وصولاً إلى إنهاء الرئيس أوباما الحربين الأميركيتين في العراق وأفغانستان، وأتى ذلك كله بعد تحول حالات التغيير التي عرفت بـ«الربيع العربي» إلى فوضى واقتتال وحروب أهلية وحروب بالوكالة! وهو ما نشهده اليوم خاصة في سوريا واليمن وليبيا. وقد رافق ذلك تمدد المشروع الإيراني مستفيداً من الفراغ الاستراتيجي الذي توعد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد باستعداد إيران لملئه، وهو ما حدث، لنصل بعد سحب القوات الأميركية في نهاية عام 2011، إلى سقوط العراق كلياً في الحضن الإيراني.

وقد زار الرئيس التركي إيران في الأسبوع الماضي ووقع اتفاقيات اقتصادية ليرفع حجم التبادل التجاري لثلاثين مليار دولار هذا العام، وينقل رسائل ويأخذ مواقف حول دور إيران ومطالب السعودية نقلها ولي ولي العهد السعودي لتركيا قبل ساعات من سفر أردوغان لإيران.

والواقع اليوم أن هناك تغيراً واضحاً في معالم المشهد بالشرق الأوسط، حيث حولت عاصفة الحزم دول مجلس التعاون الخليجي بعد قيادة النظام العربي خلال السنوات الماضية، إلى رافعة ترفع قدراتها الصلبة العسكرية، وتؤسس اللّبنات الأولى لنظام شرق أوسطي جديد، لا يبقى فيه مثلث الدول غير العربية -إسرائيل وتركيا وإيران- هو من يتحكم في المشهد. ليبقى الطرف العربي هو من يتنازل ويُعتدى على مصالحه وحقوقه. واليوم هناك نواة لتحول مثلث القوى الإقليمية إلى مستطيل، وربما إلى مربع إقليمي، تكون أضلاعه متداخلة وأكثر ندية وتوازناً، وهذا يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. ونظرية توازن القوى في العلاقات الدولية تؤكد أن النظام الإقليمي أو الدولي الذي تتوفر فيه عناصر توازن القوى يكون أكثر استقراراً وأقل فوضوية.

واليوم تُقود السعودية ودول مجلس التعاون لأول مرة تحالف عاصفة الحزم، الذي انطلقت عمليته في 26 مارس 2015 وغيّرت حتى الآن الكثير من المعطيات والتوازنات وخاصة الصورة النمطية السلبية عن العرب بأن سياستهم هي عبارة عن ردّات فعل بطيئة وتفتقر للإجماع. وقد جاءت العملية لردع ميلشيا الحوثيين في اليمن بعد انقلابها على الشرعية ومحاولتها السيطرة على مفاصل الدولة وخوض حرب إقصاء كلي لبعض المكونات السياسية والاجتماعية في اليمن. وستقود العملية إلى إعادة الحوثيين لحجمهم وإجبارهم على التفاوض بناءً على مرجعية المبادرة الخليجية، التي تدعمها قرارات مجلس الأمن. وعلى رغم خطر الحوثيين على الأمن الخليجي الذي حتم علينا التدخل، إلا أننا نريد حلًا سياسياً في اليمن، ولكن الحوثيين هم من يرفضون ذلك، كما أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي. كما أن الهدف غير المعلن من عاصفة الحزم يرمي لاحتواء تمدد إيران في المنطقة. وكان لافتاً وصف وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في تعليقه على الدور الإيراني أن «إيران تتدخل في اليمن وفي المنطقة. ودول الخليج العربية ليس لديها ما يجعلها تأمل في بناء علاقات طبيعية مع طهران». وسبق لوزير الخارجية السعودي وصف إيران بأنها جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل. وأن قواتها تحتل العراق وسوريا. وفي تحذير الأمير سعود الفيصل في نهاية مارس أكد «إننا لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها».

واليوم في الأسبوع الثالث من عملية عاصفة الحزم، تلقى الحوثيون ضربات موجعة وتقهقروا. ونشطت إيران دبلوماسياً وعسكرياً وإعلامياً مع أذرعها لمعارضة عاصفة الحزم ومنعها من تحقيق أهدافها وتحولها إلى عصا تضرب مشروع إيران وحلفائها في المنطقة. وللحديث بقية.