استعاد تنظيم القاعدة زمام المبادرة في اليمن بمواجهة تنظيم الدولة وقامت بتحرير 300 موقوف بينهم احد قادتها كما سيطرت على مدينة جنوبية بشكل جزئي.
و يسعى المقاتلون في التنظيمين القاعدة و"داعش" إلى اغتنام الفوضى السائدة في اليمن منذ انطلاقة الضربات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية في (26|3) الماضي.
وبينما كانت الرياض تستعد لهذه العملية التي انضمت إليها ثماني دول، أعلن "تنظيم الدولة" مسؤوليته عن هجومين انتحاريين استهدفا مسجدين للشيعة الزيديين في العشرين من الشهر الماضي أوقعا 142 قتيلا و 351 جريحا.
واعتبر مراقبون الهجومين الانتحاريين محاولة من "داعش" التي تسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق لفرض وجودها في اليمن معقل "جهاديي" القاعدة منذ اكثر من عشر سنوات.
في 2009، نشأ تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة لعرب" اثر اندماج الفرعين السعودي واليمني في الشبكة التي تزعمها اسامة بن لادن.
والخميس وفي خطوة مفاجئة، اقتحم مقاتلون من القاعدة السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، وحرروا 300 موقوف بينهم خالد باطرفي، ابرز قادتهم.
وقال مسؤول ان مقاتلي القاعدة فرضوا الجمعة سيطرتهم بشكل جزئي على المكلا حيث انتشر بين 200 و300 مسلح في وسطها وغربها حيث اقاموا حواجز تفتيش ورفعوا راياتهم السوداء.
وأوضح مسوؤل محلي لفرانس برس أن مقاتلين من القاعدة "يسيطرون على أحياء وليس على مجمل المكلا"، كما سيطروا على المرفأ أيضا.
وقال ماثيو غيدير خبير شؤون العالم العربي واستاذ الدراسات الاسلامية "إنه نجاح رهن الظروف".
وأضاف أن القاعدة "اغتنمت الفوضى للبروز مجددا" مشيرا إلى "ظاهرة مقلقة": ففي كل مرة يتم فيها تحرير سجناء إن كان ذلك في "سوريا أو العراق أو ليبيا، فان الكلمة الحاسمة في الأحداث تكون للجهاديين المحررين".
كما استفادت القاعدة خصوصا من تراجع قدرات واشنطن، التي شنت حربا بلا هوادة على المتطرفين في اليمن مستخدمة الطائرات المسيرة، بسبب اغلاق سفارتها في صنعاء وفرار حليفها الرئيس عبد ربه منصور هادي الشهر الماضي الى السعودية.
كما أجلت الولايات المتحدة عسكرييها الذين كانوا متمركزين في الجنوب في 21 اذار/مارس.
من جهته، قال جان بيار فيليو خبير الشؤون الاسلامية والأستاذ في معهد باريس للعلاقات الدولية إن "الرهان الرئيسي للتنافس هو محافظة حضرموت" معقل عائلة بن لادن فالقاعدة استعادت زمام المبادرة بمواجهة "داعش" لكن المنافسة بين هذين الفصيلين ستستمر لوقت طويل".
قال غيدير إن "اليمن ينزلق تدريجيا إلى حرب أهلية طائفية تعيد إلى الأذهان بدايات الازمة السورية ومن ثم العراقية" في وقت تدعو فيه القاعدة من مساجد المكلا إلى "الجهاد ضد الروافض والحوثيين".
وبإطلاقها هذه العملية، تعتقد السعودية ودول الخليج أنها ستقطع الطريق على القاعدة التي تبدو منذ أشهر عدة كرأس الحربة في المعركة بمواجهة الحوثيين.
وكان دبلوماسي في الخليج صرح في 28 الشهر الماضي "لقد أضعفنا قدرات القاعدة التي كانت تستعد لرفع راية السنة كما فعلت في العراق".
لكن غيدير اعتبر أن "بقاء القوى الجهادية في اليمن كما هي عليه سيجعل عملية القضاء عليهاأ مرا مستحيلا".