شكك الأكاديمي الإماراتي المعروف الدكتور عبدالخالق عبدالله والذي يعتقد على نطاق واسع أنه أحد مستشاري ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في نجاح عملية "عاصفة الحزم " التي تقودها السعودية ضد الحوثيين باليمن.
ووصف عبدالله في تصريحات لوكالة "رويترز" العملية بأنها مغامرة سعودية. وقال "تؤكد هذه الحملة أن السعودية قوة ذات ثقل في المنطقة لكنهم خاطروا".
وأضاف عبد الله، "إذا فشل هذا الأمر فإن إيران ستتجرأ كثيرا وفي هذه المنطقة المعتاد أن تكون لعبة ناتجها صفر أو التعادل بين طهران والرياض. وهذا اختبار للعاهل الجديد والسعودية".
من جهتها قالت "رويترز" قي تقرير مطول جاءت تصريحات المسؤول الإماراتي من خلاله، إن الحملة التي تشنها المملكة العربية السعودية لمنع الحوثيين من حكم اليمن والسيطرة عليه قد تحدد دور المملكة في الشرق الأوسط لسنوات ومعالم الخصومة الإقليمية بينها وبين إيران حليفة الحوثيين.
وأضافت أنه إذا نجحت الحملة فإنها ستعزز مكانة الرياض كزعيمة فعلية للدول السنية بالمنطقة التي استطاعت جمعها في تحالف للمشاركة في عملية مسلحة معقدة وتشجعها على اتباع نهج أكثر حزما وصرامة في مواجهة ما ترى أنه مطامح توسعية لعدوها اللدود إيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين.
وأما الفشل فقد يضعف قدرة الرياض على إقناع الحلفاء والجيران بالانضمام إليها في مغامرات في المستقبل، وقد يكون نكسة لعاهلها الجديد الملك سلمان وكذلك كبار الأمراء الآخرين في أوائل حكمه.
وقالت "رويترز" تريد الرياض أن تعيد بعض الاستقرار ونفوذها في اليمن بالعمل على أن يكتسب الرئيس عبد ربه منصور هادي من القوة ما يكفي لإجبار خصومه على التفاوض.
وكانت الخبرة السابقة للمملكة في قتال الحوثيين أثناء حرب حدودية قصيرة في 2009-2010 اعتمدت على صور الأقمار الصناعية الأمريكية، أما مشاركتها في الضربات الجوية لأهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا فقد اعتمدت أيضا على عمليات القيادة والتحكم الأمريكية.
وفي هذه المرة فإنها تضرب أهدافا في شتى أنحاء البلاد من الجو بدون مساعدة أمريكية وتشرف أيضا على عمليات طائرات الحلفاء وتنسق دور عدة قطع لقوات بحرية وتقوم بإعداد قوات برية.
ومع أن الرياض لم تستبعد القيام بعملية برية فإن محللين قريبين من التفكير السعودي يعتقدون إنه من المستبعد إلى حد كبير القيام بغزو عبر الحدود -فمثل هذا الغزو سيعزز مواطن قوة الحوثيين- ولكن من المحتمل أن ترسل المملكة قوات خاصة إلى داخل اليمن.