أحدث الأخبار
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد
  • 01:46 . بسبب الانتهاكات المتزايدة.. الإمارات تتراجع 15 مركزاً في مؤشر حرية الصحافة لـ2024... المزيد
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد

الإهمال الأسري يطيح بصحة أبنائنا

تاريخ الخبر: 30-11--0001

لا يزال يواجه المجتمع الإماراتي الكثير من التحديات الاجتماعية والثقافية، لا شك أن المجتمع كله يدفع ثمن هذه التحديات إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن أكثر من يدفع الثمن هم الأطفال، سواء في مرحلة طفولتهم الأولى، وفي سائر مراحل حياتهم فيما بعد جراء تركهم بين يدي الخادمات من ناحية، وانشغال الأمهات في أعمال ووظائف من ناحية أخرى. ويتجاوز تضرر الأجيال الإماراتية المستقبلية الأضرار الصحية المحتملة التي قد يتعرضون لها بسبب إهمال الخادمات أو الأسرة أيضا. فوجود الخادمة لا يعفي الأسرة من مسؤولياتها، كون الضرر الذي يلحق بالطفل الإماراتي لا يستثني الجانب العاطفي والتربوي والقيمي وتنمية المهارات كافة. مهما يكن من أمر، فإننا نتوقف هنا، على الآثار والأضرار الصحية التي تقع على أطفالنا.

تحذيرات رسمية

حذّر تقرير لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف "من تزايد الحوادث التي يتعرّض لها أطفال في الإمارة، جرّاء إهمال الأسرة، أو ترك رعاية الأطفال لخادمات مهملات أو غير مؤهلات".

وأظهر التقرير أن العام الماضي 2013 شهد 1377 حادثاً لأطفال مواطنين ومقيمين، أصيبوا في حوادث حرق، وصعق كهربائي، وغرق، وسقوط من طوابق مرتفعة، إلى جانب حالات تسمم بمواد كيميائية تستخدم في غسيل الملابس، وحوادث دهس وتدهور درّاجات، وأوضح أن من بين تلك الحالات أطفالاً أُصيبوا بإصابات بليغة أدت إلى الوفاة.

توعية الأسرة 

وتابع المدير التنفيذي للمؤسسة، خليفة بن دراي، إن "المؤسسة رصدت تزايد حالات الأطفال المصابين في حوادث جرّاء إهمال الأسرة، ما يدعو إلى نشر التوعية بسبل الرعاية السليمة للأطفال"، مؤكداً أن "المؤسسة تنفذ محاضرات للتوعية في المدارس والدوائر الحكومية والجمعيات النسائية، لرفع التوعية بالإسعافات الأولية بين الآباء والأمهات، وكيفية تشديد الرقابة على الأطفال للتقليل من إصابات الحوادث".

بيانات وحقائق صادمة     

و على سبيل التفصيل، أفاد التقرير بأن مسعفي المؤسسة تعاملوا، خلال العام الماضي، مع 1377 بلاغاً عن حوادث تعرّض لها أطفال من عمر يوم إلى 15 عاماً. وذكر التقرير أن من بين تلك الحالات 443 بلاغاً عن سقوط أطفال من ارتفاعات مختلفة، منها حالة لطفل سقط من الطابق الثامن ولقي مصرعه في الحال نتيجة لإهمال والدته.

و وثق التقرير 240 إصابة لأطفال نتيجة لتعرّضهم لحوادث أثناء وجودهم في سيارات والديهم، من بينها حالات ارتطام داخل السيارة لوجود الطفل في المقعد الأمامي، وحالة اختناق لطفل تركته والدته في السيارة وذهبت للتسوّق.

أبرز أنواع الحوادث التي يتعرض لها الأطفال

وقال مدير إدارة الشؤون الطبية والفنية في المؤسسة، الدكتور عمر السقاف، إن "التقرير يظهر استمرار ظاهرة إصابة الأطفال في حوادث الدرّاجات النارية والهوائية، إذ يتركهم آباؤهم يلهون أمام المنازل بدرّاجات صغيرة، ما يعرّضهم لخطر دهس السيارات، أو حالات إصابة لتدهور درّاجات نارية في البر"، موضحاً أن "المؤسسة تعاملت مع 18 حالة إصابة من هذا النوع العام الماضي".

وأضاف: "من بين الإصابات حالتان تعرّضتا لصعق كهربائي نتيجة لإهمال الآباء، و10 حالات غرق في حمامات السباحة". وأوضح السقاف أن " كثيراً من الآباء يتركون الأطفال في رعاية خدم المنازل، ما يعرّض الصغار للسقوط في برك السباحة بالمنزل، أو يعرّضهم للحرق".

واستطرد السقاف: "سجّلت المؤسسة، العام الماضي، ثلاث حالات تسمم بمواد كيميائية تستخدم في غسيل الملابس، وهي ظاهرة مستمرة منذ سنوات عدة، إذ يترك الآباء المواد الخطرة في متناول يد الأطفال". وتابع: "تعامل المسعفون مع 20 إصابة لأطفال تعرّضوا لحروق في المطبخ نتيجة قربهم من موقد النار، أو من أوانٍ تحوي مواد ساخنة". وذكر السقاف أن "المؤسسة سجّلت حوادث مؤلمة، من بينها حادث لطفل (10 أعوام)، انحشر رأسه بعدما أُغلق عليه الباب الكهربائي للمنزل".

أرقام ومقارنات تظهر تفاقم الظاهرة

أكدت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تزايد إصابات الأطفال في الإمارة و أنها تسجل ما يزيد على 11 إصابة لأطفال شهرياً. وقال المدير التنفيذي للمؤسسة، خليفة بن دراي، إن "مسعفي المؤسسة نقلوا 136 طفلاً، في أعمار تقل عن 12 عاماً، تعرضوا لإصابات مختلفة، إلى مستشفيي لطيفة وراشد خلال الـ12 شهراً الماضية، راوحت إصاباتهم بين البليغة والمتوسطة، وحالات إصابة حرجة"، مؤكدا أن سبب هذه الحوادث هو إهمال الوالدين أو الخادمات، وتسببت في كدمات وكسور وإصابات في الجمجمة.

وأفاد بن دراي بأن هذا العدد من إصابات الأطفال، يزيد عن الحالات المسجلة خلال الأعوام الماضية، ما يعد مؤشراً بالغ الخطورة، يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الحوادث".

مسؤولية الأسرة

وتابع بن دراي: تبين أن أمهات يغادرن منازلهن ويتركن الأطفال في رعاية الخادمات، فيتجه الطفل إلى اللـهو في مسـبح المنزل، ويتعرض للغرق، وحالات أخرى تعرضت لحروق في المطبخ، نتيجة التعامل مع مياه ساخنة وأواني الطهي على الموقد.

وأضاف سجلت المؤسسة حالات لأطفال تناولوا كيروسين ومواد كيميائية سامة، وأدوية خطرة، ومواد غسيل وتبييض الملابس معبأة في زجاجات مياه وعبوات عصائر، كما سجلت حالات لأطفال تعاملوا مع غسـالات أثناء تشغيلها.

وأكمل: من بين الإصابات حالات لأطفال سمح لهم ذووهم بالجلوس في المقاعد الأمامية بالسيارات، ما عرّضهم للخروج من نوافذ السيارات أثناء سيرها، إلى جانب حالات تعرضت لإغلاق الأبواب الآلية للمنازل على رؤوسهم أو أذرعهم.

تدارك وتوصيات

لا شك أن مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تؤدي دوراً كبيراً في انقاذ حالات إصابة الاطفال، وتعمل على نشر التوعية من خلال محاضرات في مواقع التجمعات. ولكن الأهم من العلاج هو الوقاية. وهذا يتطلب إطلاق ورشة عمل توعوية شاملة للأسرة في الإمارات بالتعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة ودور العبادة وأي مؤسسات اجتماعية أخرى معنية بالأسرة وسلامتها النفسية والبدنية واستقرارها، ليكون هناك جهودا منظمة ومنسقة، تقوم على التوعية بصورة أساسية للأم، ودراسة حالات الخادمات في كل بيت، كل حالة على حدة، ليتم التقرير بشأنها. وإن لم يكن هناك غنى عن وجود الخادمة، فليس أقل من إطلاق برامج عمل تأهيلية وتدريبة ليس على الأعمال المنزلية فقط، وإنما على رعاية الأطفال أيضا.

ويبقى على وزارة التربية والتعليم ان تضمّن المناهج دروساً تنبه الأطفال إلى المخاطر التي قد يتعرضون لها في المنزل أو الحدائق، وعلى الجمعيات النسائية ان توعي الأمهات بمخاطر ترك رعاية الابناء للخادمات، وكذلك يجب على وسائل الإعلام أن تمارس دورها في توعية أفراد المجتمع بالمخاطر التي قد تصيب الأطفال، وكيفية تجنب الأطفال المخاطر.

قانون حقوق الطفل

قد يكون من المؤشرات الإيجابية على صعيد حماية اطفالنا، هو إقرار قانون المجلس الوطني الاتحادي مشروع قانون اتحادي بشأن " حقوق الطفل" متضمنا التأكيد على الحقوق الأسرية للطفل بفرض التزام على والديه بتوفير متطلبات الأمان الأسري ووضع التزام على القائم على رعايته بتحمل المسؤوليات والواجبات في تربيته ورعايته وتوجيهه ونمائه على أفضل وجه وجعل مصلحته فوق كل اعتبار وذات أولوية وأفضلية في جميع الظروف.

وأكد روح القانون ونصوصه، على الاهتمام بالطفل وتذليل كافة الصعوبات التي تحول دون تنشئته التنشئة السليمة التي تؤهله ليكون فردا صالحا، وتعزيز الجهود لحماية الطفل من جميع أشكال التمييز والعنف وتوفير أفضل الإمكانيات وتهيئة الظروف لتنشئته وحمايته من كل أذى أو سوء معاملة.