انتقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بشكل ضمني تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتعلقة بالتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد مرحبا في الوقت ذاته بنفي الولايات المتحدة لهذه التصريحات.
وقال داود أوغلو في كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية:”نسمع أصواتا في الغرب مخالفة للضمير الانساني .. وإذا جلستم مع الأسد وصافحتموه، فإن ذلك لن يمحى من ذاكرة الضمير الانساني على مر التاريخ، فلا فرق بين مصافحة الأسد، أو هتلر، وميلوسوفيتش، و رادوفان كاراديتش، وصدام.”
وأكد داود أوغلو على ثبات المواقف التركية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وتوجه إلى الرأي العام الأمريكي والأوروبي قائلا:”عندما تعتبر الديمقراطية وحقوق الإنسان من الحقوق الأساسية في أوروبا وأمريكا، ولا تعتبر كذلك من حقوق من ينشدونها في مصر وسوريا، ويتم التعاون مع النظامين السوري والمصري، فلن تبقى لكم مصداقية في العالم، أما نحن فمبادؤنا ثابتة، وتصريحاتنا واضحة”.
وانتقد داود أوغلو الذين يراهنون على حدوث أزمة اقتصادية في تركيا نتيجة التقلبات الحاصلة في الأسواق العالمية، مشيرا أنهم “سيبوؤون بالفشل وسيخيب أمل كل من يسعى لتصوير الأمر على أنه يخص تركيا فقط”.
وأكد أن اقتصاد تركيا وديمقراطيتها راسخة، ولا تتأثر بالتقلبات الاقتصادية في العالم، داعيا إلى تجنب الحسابات المبينة على سيناريوهات الأزمة قائلا:”مهما تقلبت الأسواق العالمية ستبقى مكانتنا وديمقراطيتنا واقتصادنا راسخة طالما ينبض قلبنا بحب الشعب، فلا يراهنن أحد على سيناريوهات الأزمة ، والذين يعتمدون على ذلك سيخسرون”.
وخلال مقابلة مسجلة أجراها الوزير الأمريكي مع قناة “سي بي إس نيوز″ الأمريكية، وأذيعت الأحد، كشف كيري عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية، والتي تدخل عامها الخامس، عندما أشار إلى أن واشنطن ستضطر في النهاية إلى التفاوض مع نظام الأسد، وذلك بعكس الموقف الذي تتبناه الإدارة الأمريكية، وهو أن الأسد فقد شرعيته، ويجب عليه الرحيل.
الوزير الأمريكي قال بشكل صريح “يجب أن نتفاوض في النهاية، لقد كنا دائما على استعداد للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1″.
وأضاف أن “الولايات المتحدة ودولا أخرى (لم يسمها)، تقوم حالياً باستطلاع السبل الممكنة لإحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا”.