أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

حماس الإرهابية

الكـاتب : علي الظفيري
تاريخ الخبر: 01-03-2015

لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في هذه المنطقة، وطلبت منهم التنبؤ بشكل العلاقة بين حركة حماس في فلسطين، والدولة المصرية، لن تخرج الإجابات في تقديري عن علاقة وثيقة تجمع بين الطرفين، بل يمكن القول إن المنظمة السياسية العسكرية لابد وأن تكون جناحا من أجنحة الدولة المصرية، وبأي شكل من الأشكال، لماذا؟ لأن كل قواعد السياسة تجعل من هذه العلاقة حتمية بين الطرفين، ولا يمكن تجاوزها.
لدينا دولة كبرى هي مصر، ومن الطبيعي لهذه الدولة الكبرى أن تلعب دورا مهما وحيويا في الإقليم الذي تنتمي له، وهذه الدولة لديها دين وثقافة وعرق ولغة متماثلة مع هذا الفصيل الفلسطيني، الموجود على الأرض المحتلة من قبل إسرائيل، وإسرائيل هذه، وإن كانت على علاقة طبيعية مع مصر، إلا أنها الخصم والمنافس الرئيسي لمصر في المنطقة، ولن أقول العدو، فهي ليست كذلك في عقيدة الدولة المصرية الحالية، وبما أنها الخصم والمنافس، فلا بد للدولة المصرية الكبيرة أن تمسك بكافة الأوراق اللازمة لمناكفتها وتحديها وإجبارها على تقديم التنازلات واحدا تلو الآخر، وهذا أدنى ما يمكن أن يتوصل له العقل البشري، على أسس براغماتية صرفة، وليس من زاوية الواجبات الوطنية والعروبية والدينية والأخلاقية، لكن هذه المسلَّمة لم ترد إلى ذهن العقل السياسي المصري الذي يدير الدولة، بل تفتق ذهنه عن شذوذ لا يمكن توقعه، وهو ما ترجمته المحكمة المصرية، كما تفعل عادة مع ما يريده السياسي هناك، بتصنيف حركة حماس كحركة إرهابية!
لست حزينا على حماس من هذا التصنيف الغبي، فحماس أقوى من النظام المصري بكثير، وهو لا يستطيع مواجهتها إلا بتخليه عن إنسانيته في المعابر، والتضييق على الفلسطينيين قدر استطاعته، أما عسكريا، فلا أظن النظام المصري قادرا على مواجهة الحركة وجيشها القوي، والذي استطاع الموازنة مع القوة الإسرائيلية التي تفوق قوة النظام المصري مئات المرات، والحزن الواجب هنا على مصر الكبيرة، والتي يديرها الصغار خلاف ما يليق بها، فلو كان الموقف العدائي من حماس يصب لصالح مصر لتفهمناه، وإن كان مخالفا لعقيدتنا ومواقفنا، لكن المصيبة أن هذا العار والخزي لا يصب في صالح مكانة مصر ودورها الحيوي في المنطقة، بل يقزم منها، ويقلل من إمكانية مواجهتها مع الأعداء والمنافسين والتوازن معهم، إنه يجعل من هذه الدولة العظيمة وسيلة وأداة في الصراع لصالح الغير، ولا يمكن أن نتخيل نظاما وطنيا في الدنيا، وإن كان مستبدا وديكتاتوريا، يعمل ضد مصلحة بلاده.
لماذا يعمل النظام المصري على هذا النحو، وبشكل يخالف العقل والتوقعات؟ بكل بساطة لأنه لم يحسم أزمته الداخلية، لم تستطع الدولة المصرية الكبيرة أن تصل لتسوية داخلية لإدارة شؤونها كدولة، وبالتالي تلجأ اليوم لتصدير الأزمات، الإرهاب والجماعات المسلحة وليبيا وأخيرا حماس، وفي كل هذا هروب من الأزمة الداخلية الكبرى التي شلت الدولة المصرية، وقيدت حركتها، وجعلت الطغمة العسكرية فيها تبيع وتشتري في البلاد ومكانتها ودورها، وتجعل من مصر الكبيرة أداة في يد الآخرين ضد نفسها أولا، ومحيطها العربي ثانيا، وهذا ما يثير الأسى والحزن، واتركوا عنكم الصراخ والجعجعة التي تخرج من القاهرة، علينا جميعا أن نحزن على مصرنا الكبيرة، وعلى مستقبلها بيد هذه القيادات.