صدرت أحكام بالإعدام على المئات من قيادات جماعة (الإخوان المسلمين) في العام 2014، كان للدكتور محمد بديع منها نصيب الأسد، لكنه لم يكن المرشد الأول الذي يحكم عليه بالإعدام، فقد سبقه المرشد العام السابق للجماعة/ محمد مهدي عاكف والمرشد الأسبق للجماعة حسن الهضيبي، إلا أنه لم يتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم، وقد تم إعدام عدد من قيادات الإخوان في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كان أبرزهم "سيد قطب، ومحمد فرغلي، ويوسف طلعت، وعبدالقادر عودة، ومحمد يوسف هواش، وعبدالفتاح عبده اسماعيل".
وقد حكم على ستٍ من قيادات جماعة (الإخوان المسلمين) بالإعدام خلال هذا العام ما بين أستاذ في الجامعة وطبيب.
أكثر من ٢٠ قضية
بعد الانقلاب العسكري ومجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، تم اعتقال الدكتور/ محمد بديع من إحدى الوحدات السكنية بشارع الطيران المجاور لميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وتم التحقيق معه واتهامه في أكثر من عشرين قضية، تصل بعض أحكامها للمؤبد والبعض الآخر للإعدام.
ومن أبرز القضايا التي يحاكم بها الدكتور بديع؛ "التخابر" مع منظمات أجنبية، والاعتداء على المتظاهرين أمام "مكتب الإرشاد"، والاعتداء على المتظاهرين أمام قصر "الاتحادية"، وهروب المساجين من سجن وادي النطرون، وإدارة "غرفة عمليات رابعة"، و"إهانة القضاء".
كما يحاكم الدكتور بديع في عدد من القضايا جميعها حدثت في يوم واحد، وهو يوم مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، ويواجه فيها اتهامات بالقتل العمد، والشروع في القتل، واقتحام مراكز شرطية، وقتل ضباط شرطة ومجندين.
ويحاكم أيضا في قضايا اقتحام قسم شرطة العرب في بورسعيد، وقطع الطريق الزراعي بقليوب بمحافظة القليوبية، والعدوة بالشرقية، وسمالوط ومطاي بالمنيا، وقضيتي مسجد الاستقامة والبحر الأعظم في الجيزة.
وقد حكم على الدكتور محمد بديع بالإعدام عدة مرات، أبرزها قضية الاستقامة واقتحام قسم مالاوي.
البلتاجي
حكم عليه بالإعدام فيما يعرف بقضية أحداث الاستقامة، وهو برلماني لـ 10 سنوات وأب لأربعة أولاد، وقد قتلت ابنته الوحيدة أثناء مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية؛ إنه الدكتور محمد البلتاجي.
التحق البلتاجي بكلية الطب جامعة الأزهر، وتخرج فيها، كما حصل على الماجستير عام ١٩٩٣؛ لكنه وصل لدرجة معيد بالكلية بعد حكم القضاء الإداري في ديسمبر ١٩٩٧، ليعمل مدرسًا مساعدًا بالقسم، ابتداءً من يناير ١٩٩٨، ويحصل على الدكتوراه في ٢٠٠١، ويعين أستاذًا، ثم أستاذًا مساعدًا عام ٢٠٠٩.
شارك "البلتاجي" في أحداث ثورة 25 يناير، وتم اختياره عضو بمجلس أمناء الثورة، عقب 25 يناير، وشارك في تأسيس حزب الحرية والعدالة، كما فاز في انتخابات مجلس الشعب لعام 2011، على رأس قائمة حزب الحرية والعدالة بمحافظة القليوبية.
البلتاجي له مواقف مشهودة، فهو من أشعل لهيب الثوار بخطاباته في اعتصام رابعة العدوية بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، كزعيم ورمز للصمود ومن قبلها ثورة 25 يناير بميدان التحرير، الأمر الذي جعل النشطاء يطلقون هاشتاج "اجمد خليك بلتاجي".
إعدام الشيخ
كما حكم على الدكتور/ جمال عبد الهادي محمد، من مواليد ملوي محافظة المنيا عام 1937م، ويبلغ من العمر 74 عامًا؛ ليكون الشيخ الهرم الأكبر من بين قيادات الإخوان المحكوم عليهم بالإعدام.
وقد حصل (عبد الهادي) على ليسانس آداب من جامعة القاهرة عام 1958م، كما حصل على الدكتوراه في الفلسفة والآداب من كلية الآداب جامعة بروكسل في يونيو 1972.
وكان عضوًا بهيئة التدريس بقسم التاريخ (كلية الآداب والعلوم الإنسانية_ جامعة الملك عبد العزيز في جدة)، وعضوًا بهيئة التدريس بقسم التاريخ الإسلامي (بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة أم القرى).
وبعد عودته إلى مصر واصل الدكتور جمال عبد الهادي مهمة الدعوة إلى الله عز وجل وتعريف الأمة بتاريخها الإسلامي، وارتباطها الوثيق بشعوب العالم الإسلامي في الصين وأفغانستان وآسيا الوسطى والقفقاس والبلقان وأوربا الشرقية والغربية، والدفاع عن قضايا العالم الإسلامي، وخاصة قضية فلسطين، حتى حُكم عليه بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية قطع طريق قليوب.
باسم عودة (وزير الغلابه)
حكم على الدكتور باسم عودة المعروف باسم "وزير الغلابة" وزير التموين الأسبق بالإعدام في قضية أحداث الاستقامة.
وأكدت زوجته أن حكومة ما بعد الانقلاب أجرت اتصالاً بعودة من أجل الاستمرار في وظيفته والعمل مع حكومة حازم الببلاوي؛ لكنه أبى أن يستكمل العمل في ظل الانقلاب العسكري.
وفي غرفة متواضعة لا يمتلك فيها سوى متعلقاته الشخصية، ظل وزير التموين السابق فيها لما يقارب ثلاثة شهور، حتى قامت قوات أمن الانقلاب باعتقاله ونقلته إلى سجن ملحق المزرعة بطرة؛ ليتم التحقيق معه في أكثر من 12 قضية، متهم فيها عودة.
وكان وزير التموين (باسم عودة) أحد المتهمين في التحريض على العنف في أحداث المنيل وبين السريات يوم 4 يوليو الماضي، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصًا وإصابة العشرات _من مؤيدي الشرعية_ بسبب اعتلاء مسلحين _من بلطجية الداخلية_ كوبري ثروت وأسطح المباني المجاورة لجامعة القاهرة، وتصويب رصاص أسلحتهم النارية تجاه مؤيدي الشرعية.
تولى باسم عودة حقيبة وزارة التموين يوم 10 يناير 2013؛ لكنه قدّم استقالته فور إعلان السيسي قرار الانقلاب.
إعدام عالم
الدكتور عبد الرحمن البر، والذي حكم عليه في قضية أحداث الاستقامة، والذي أطلق عليه الإعلام (مفتي جماعة الإخوان المسلمين)، وهو عضو مكتب إرشاد الجماعة وأب لخمسة أبناء.
وقد حُكم عليه بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية (قطع طريق قليوب).
وقد حصل الدكتور البر على ليسانس أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكان ترتيبه الأول على دفعته.
كما حصل البر على ماجستير الحديث وعلومه بتقدير امتياز عام 1989م، ثم حصل على الدكتوراه في الحديث وعلومه، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام1993م.
وعُين البر معيدًا بقسم الحديث ثم مدرسًا مساعدًا بنفس القسم ثم مدرسًا بالكلية، ثم عُين أستاذًا بالكلية.
تم انتخابه عميدًا لكلية أصول الدين في المنصورة عام 2011م في أول انتخابات للعمداء في الجامعات.
الطبيب الثائر
يرتبط اشتراك جماعة الإخوان المسلمين في ثورة 25 يناير بكلمات للدكتور عصام العريان عن موافقة الجماعة على النزول لتظاهرات ثورة 25 يناير، وبعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي تم اعتقال الدكتور عصام العريان عقب مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية.
حصل الدكتور عصام العريان على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1977م، ثم حصل على ماجستير الباثولجيا الإكلينيكية عام 1986م، كما حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة والإجازة العالية من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ثم ليسانس الآداب_ قسم التاريخ من كلية الآداب بجامعة القاهرة، كما حصل على دبلوم في القانون العام من جامعة القاهرة.
ويعتبر (العريان) أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث كان نائبًا لرئيس حزب الحرية والعدالة بعد إنشائه عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ويعتبر أحد أشهر البرلمانيين في مصر.
اختاره الدكتور محمد مرسي مستشارًا له، إلا أنه قدم استقالته؛ نظرًا لانشغاله وقتها كعضو في مجلس الشعب المصري عام 2012م.
حُكم عليه بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية قطع طريق قليوب.