أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

فسادنا نموذجي.. بلا متهمين!

الكـاتب : علي القاسمي
تاريخ الخبر: 07-12-2014

يتساءل نائب الرئيس العام للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وحماية النزاهة الدكتور عبدالله العبدالقادر: «لماذا لم نرَ حتى الآن متهماً واحداً زج به إلى السجن في قضية فاجعة السيول في جدة، على رغم أن الكارثة مضى عليها ستة أعوام؟، ثم يجيب بأن السبب في ذلك يُعزى «لتأخر البت في الأحكام من القضاء»، وفي سؤاله الملحق بإجابة خاطفة ذكاء بالغ وطرح يقرأه المواطن بوصفه شفافية منتظرة من المسؤول الثاني في هيئتنا التي عليها أن تفصح عن سر وجودها على الخط الرقابي بما يشبه حكم مباراة لا يملك في جعبته سوى بطاقة صفراء يمنحها بخجل، وساعة يضبط عبرها الوقت المقدر مسبقاً، وصافرة يتحمس لإطلاقها بسرعة بعد انتهاء الوقت الأصلي لهذه المباراة.

السؤال النابض حالياً: ما رأي الشارع المحلي في هيئة مكافحة الفساد؟ سأجيب بالنيابة وعلى طريقة نائب الهيئة لأقول بأن رأي الشارع متناقص يوماً بعد يوم في هيئتنا الموقرة، في ظل أن قضايا عالقة بالقلوب والأذهان لا تزال بلا نهايات والمؤشرات تقود لاستمرارها بلا نهايات لأمد بعيد وغير معلوم، هيئتنا الموقرة تعاني ولكنها تلتزم الصمت، تحاول مصافحة من حولها من الهيئات ومؤسسات الدولة لتبني استراتيجية علاقات عامة وخطوط دفاع لهجوم منتظر، ويبدو أن الاستراتيجية لم تؤت أكلها وأن الازدواجية تلعب في الملعب الكبير للرقابة على الفساد.

أعود لسؤال نائب رئيس الهيئة حول كارثة جدة، وأجيب من زاوية شخصية «متشائلة» لن نسمع عن متهمين بعينهم، ستظل الشكوك لصيقة بهم، وتتواصل أوراق الاستدعاءات والوعود بمحاكمات تثبت أن النوايا متفقة تماماً على أن وراء كل قضية وطنية صادمة وموجعة متهمين معلومي الهوية وعقوبات مباشرة قابلة للنفاذ لا المماطلة والتسويف وإعادة النظر، سيكون ثمة طرق متعددة وبطيئة وقادرة على صرف النظر عن «جدة» بشكل ذكي جداً وإحضارها في وقت نُشغل فيه بحادثة أخرى، وفي ظل مللنا من إعادة تدوير فاجعة جدة وتعليبها وكأنه لا شيء كان.

مأزق الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أنها حين تعلمت المشي وانطلقت نحو مهمة إبصار الطريق إذ بها في مواجهة عنيفة مع كارثة وطنية كشفت أن هناك خللاً رهيباً وسكوتاً عنه أسميناه «فساداً»، ولأن الهيئة أتت في توقيت حرج وقدمت بمباركة وتأييد الدولة - وإيمانها المطلق بأن الخلل ليس يسيراً كي ندفنه في غمضة عين - كان المتحمسون مع هيئتنا يحسبون الأيام لا الأعوام من أجل افتتاح المشوار بوجبة دسمة تشير إلى أن هيئة مكافحة الفساد قادرة على الوقوف في وجه الكبار وقص الأجنحة التي كانت تمارس الطيران في مساحات الفساد بلا حسيب ولا رقيب.

الهيئة تحتاج إلى سطرين عاجلين لتخرج من خناق من يظنها هيئة شكلية لا وطنية في وجه الفساد. السطران يتضمنان الحديث بجرأة عن جملة التحديات التي تعترضها في الطريق وإن كانت متأخرة، ومن ثم سر الازدواجية الخانقة لها نحو الشروع في مفردة «مكافحة»، والأهم أن نعرف ماذا آلت إليه جملة الاستراتيجيات الوطنية التي وضعتها على طاولة البدء؟ فالهدف من الهيئة لا يجب أن يتوقف عند مبنى وقسم واستراتيجيات وخطط وتحديات وعوائق.. يظل في الانتظار وعلى هاتف الاتصال من يصرخ: وماذا بعد؟