جدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، خلال اجتماع عقده في الرياض يوم الاثنين، تحذيراته من خطورة الخطوات الانفرادية التي ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظات الشرق، مؤكداً أن تلك التحركات تهدد تماسك مؤسسات الدولة وتقوّض المسار السياسي.
وجاء اجتماع العليمي مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن عقد بالعاصمة السعودية الرياض، بحضور رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، لمناقشة التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة، وما رافقها من توتر أمني وسياسي.
وأوضح العليمي أن الإجراءات التي اتخذها الانتقالي تمثّل "انتهاكاً واضحاً" لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتضر بتوحيد القرارين العسكري والأمني، كما تشكل خطراً على استقرار المحافظات المحررة وعلى مستقبل العملية السياسية الشاملة.
وأثنى رئيس مجلس القيادة على الدور السعودي في قيادة جهود التهدئة بمحافظة حضرموت، بما في ذلك التوصل لترتيبات تضمن استمرار عمل المنشآت النفطية ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة واسعة. غير أنه أشار إلى أن هذه الجهود ما تزال مهددة بسبب التحركات العسكرية الأحادية، في إشارة إلى تحركات الانتقالي الأخيرة.
وأكد العليمي أن الشراكة مع المجتمع الدولي تتجاوز الجانب الإغاثي، وتمثل التزاماً مشتركاً للحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع نشوء سلطات موازية، لافتاً إلى أن أي اضطراب جديد - خصوصاً في حضرموت والمهرة - قد ينعكس اقتصادياً بشكل كارثي عبر تعطيل الرواتب، ونقص الوقود لمحطات الكهرباء، وتدهور الأوضاع الإنسانية.
ودعا رئيس المجلس إلى موقف دولي موحّد يرفض الإجراءات الأحادية ويعيد التأكيد على شرعية الحكومة باعتبارها الجهة المخوّلة بإدارة شؤون البلاد وحماية المصالح العليا، مشدداً على ضرورة انسحاب القوات القادمة من خارج حضرموت والمهرة ودعم السلطات المحلية في القيام بواجباتها الدستورية.
وأشار إلى أن استمرار تآكل سلطة الدولة في اليمن سيقود إلى فراغ خطير لن يستفيد منه أي طرف، سواء في الجنوب أو الشمال، داعياً إلى تحمّل المسؤولية الدولية والإقليمية لمنع المزيد من الانزلاق نحو التفكك.
من جانبهم، أكد سفراء الدول الراعية للعملية السياسية التزام بلدانهم بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ووحدة اليمن واستقراره، مشددين على أهمية الحفاظ على وحدة المجلس ووفاء الحكومة بتعهداتها.
وكان العليمي وفريقه قد غادروا مدينة عدن باتجاه الرياض عقب سيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت والمهرة وفرضه ترتيبات جديدة في المحافظتين، وهي خطوة أعادت المخاوف من تفكك مجلس القيادة الرئاسي وتدهور الوضع في المناطق المحررة.