رحّبت الإمارات، الخميس، بقرار البرلمان الأوروبي حول السودان، مشددةً على ضرورة إيقاف الحرب وجميع أعمال العنف فوراً.

وقالت لانا نسيبة، وزيرة الدولة ومبعوثة وزير الخارجية إلى الاتحاد الأوروبي، في بيان لها، إن "القرار الأوروبي يأتي في توقيت مهم لدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان".

وجددت نسيبة تأكيد "التزام الإمارات الراسخ بدعم جميع المساعي الهادفة إلى معالجة هذه الحرب الأهلية الكارثية، والعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك في أوروبا، لضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة للشعب السوداني".

وأشارت إلى أن "مشروع قرار البرلمان الأوروبي أيّد عمل مجموعة الرباعية بوصفها صيغة الوساطة لهذا النزاع".

كما أكدت أن "البيان المشترك للرباعية يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية، إذ يضع خريطة طريق واقعية تبدأ بهدنة إنسانية، تليها عملية انتقال إلى حكم مدني مستقل عن طرفي النزاع".

وشددت أيضاً على أن "مستقبل السودان لا يمكن أن تحدده الجماعات المتطرفة المرتبطة، أو التي تبدو مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين"، مؤكدةً أنه "لا يمكن إلا لحكومة مدنية مستقلة أن تكون قادرة على إصلاح مؤسسات السودان وتحرير البلاد من التطرف".

وأضافت: "نواصل الإدانة الشديدة للانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها طرفا النزاع؛ قوات الدعم السريع وسلطة بورتسودان، فقد تسببت ممارساتهما في معاناة عميقة وتقويض لمستقبل السودان"، مؤكدةً أن إنهاء الحرب وجميع أعمال العنف فوراً أمر ضروري.

وشددت نسيبة على أن "موقف الإمارات واضح، ويتمثل في وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى كافة أنحاء السودان عبر جميع الطرق والممرات المتاحة".

كما أكدت أن "جهود الإمارات كانت دائماً إنسانية أولاً، بما يعكس التزامها المتواصل بتقديم الإغاثة للشعب السوداني".

والخميس، أقرّ البرلمان الأوروبي قراراً بالأغلبية تضمّن إدانة شديدة اللهجة للانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها أطراف الصراع في السودان.

كما أعرب القرار عن قلقه العميق إزاء التدهور المقلق للأزمة الإنسانية في ظل المجاعة التي تعصف بالبلاد، مشيراً إلى أن "الصراع يؤجج أسوأ كارثة إنسانية في العالم".

وأكد القرار دعمه لجهود الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين لتسهيل عملية السلام، مرحباً بقرار دول الرباعية—مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة—الصادر في سبتمبر الماضي بشأن إنهاء الحرب في السودان.

وكان عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قد رفض الأحد الماضي اقتراح اللجنة الرباعية لوقف الحرب، معتبراً إياه "غير مقبول وأسوأ وثيقة قُدّمت على الإطلاق"، ومتهماً اللجنة بـ"عدم الحياد بسبب عضوية الإمارات فيها".

وعقب ذلك، جددت الإمارات اتهامها للفريق عبد الفتاح البرهان بإفشال المبادرات الرامية إلى وقف الحرب الدائرة في السودان.

وجددت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، مطالبة أبوظبي بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء النزاع الأهلي، مشيدةً بالتحركات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سعياً لمعالجة الأزمة السودانية.

وأكدت الهاشمي، في تصريح نقلته وزارة الخارجية الإماراتية، أن البرهان يعارض مجدداً الجهود الدولية لتحقيق السلام، مشيرةً إلى أنه أظهر "نهجاً معطِّلاً" من خلال رفضه خطة السلام الأمريكية وتكراره رفض وقف إطلاق النار، وهو ما قالت إنه يفاقم معاناة المدنيين.

من جانبه، شنّ الفريق أول ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، هجوماً غير مسبوق على الإمارات، متهماً أبوظبي بشن "حرب عنصرية" تهدف إلى إفراغ السودان من القبائل الأفريقية.

وقال إن صمت الحكومات الغربية عن المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع "تم شراؤه بالمال الإماراتي"، كما وصف أبوظبي بأنها "عدو" يقف خلف الفوضى في عدة دول عربية.

وفي تصريحات لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني من مدينة أم درمان، اتهم العطا القيادة الإماراتية مباشرة بالإشراف على مخطط استراتيجي لـ"تطهير السودان عرقياً" وطرد القبائل الأفريقية والنوبية نحو مصر وجنوب السودان لخلق دولة "بمواصفات عربية فقط".

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) ليست سوى "أداة" لتنفيذ هذا المشروع، كاشفاً عن معلومات استخباراتية—بحسب الصحيفة—تفيد بوجود غرفة عمليات في أبوظبي تدير الإمداد العسكري والإعلامي واللوجستي للحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف.

والأسبوع الماضي، أعلن ترامب أنه سيبدأ العمل على ملف الأزمة السودانية، بناءً على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

اقرأ ايضاً 

أبوظبي: البرهان يعرقل جهود إنهاء الحرب في السودان

"شراء الصمت".. جنرال سوداني يتهم الغرب بالتواطؤ مع أبوظبي