أحدث الأخبار
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد

صحّ النوم يا أستاذ

د. يوسف الشريف
الإمارات اليوم – الإمارات 71 الكـاتب : يوسف الشريف
تاريخ الخبر: 13-05-2025

ما زلنا نجد - للأسف - بعض الأساتذة في الجامعات والمدارس يرفضون اعتماد الطلبة على الذكاء الاصطناعي، وكأنهم لم يدركوا بعد أننا في زمن تجاوز مرحلة السؤال عن مشروعية استخدامه، إلى ضرورة تطوير طرق الاستفادة منه.

صحّ النوم يا أستاذ.. فالطالب الذي يعيش في عالم تُدار فيه الجيوش والأسواق والمختبرات بأوامر ذكية، لن يُصدّق أن أستاذه يطالبه بعدم استخدام أدوات الواقع، ليُرضي خيال الأستاذ فقط عن "الجهد الشخصي".

إن المفارقة العجيبة أن جيلنا - نحن الذين تجاوزنا الـ50 والـ60 - أصبح يتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحرفية في إعداد البحوث، وتنظيم الجداول، وتخطيط المهام، بل حتى في ترتيب الموازنات واتخاذ القرارات، بينما يُمنع منه الطالب الذي لم يعرف الحياة إلا بوجود هذه الأدوات، فهل المطلوب أن يعود للورقة والقلم؟ أم أن نعيد تعريف "الجهد العقلي" ليصبح أعمق من الحفظ، وأوسع من النسخ، وأذكى من تكرار الحلول؟

لا نلوم الطالب حين يطلب من الذكاء الاصطناعي إجابة مسألة أو تلخيص فكرة، لأن الأذكى هو من يسأل بشكل صحيح، ويقيّم ما يُقدّم له، ثم يُعيد بناءه بطريقته، بل التحدي الحقيقي هو كيف نُطوّر تفكير هذا الجيل لما بعد الذكاء الاصطناعي، لا أن نُحطّم أدمغته على بوابة المنع والتخويف والتوبيخ.

لقد أعلنت الإمارات تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في كل المراحل الدراسية بدءاً من العام المقبل، وهذه خطوة أولى موفّقة، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد مادة، بل وسيلة حياة، ويجب أن يدخل في كل المواد، وأن يُعاد تعريف دور المدرّس ليصبح مشرفاً وموجهاً ومقوماً، لا ناقل معلومة ولا حارس بوابة.

الدولة سبّاقة، والجهات المسؤولة واعية، وقد أعلنت وزارة الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017، وها نحن اليوم من بين الدول الخمس الأولى عالمياً في تنافسية الذكاء الاصطناعي، لكن التعليم - في بعض زواياه - مازال يغط في سبات عميق عن هذا التقدّم، ويتأخر بخطوات كانت كفيلة بأن تختصر على الطلبة سنوات من التفكير النمطي.

يُذكرني إصرار بعض الأساتذة على منع الذكاء الاصطناعي، بذلك المعلم في القرن الـ19 الذي كان يوبّخ طلابه على استخدام القلم، مصراً على الدواة والريشة.

لنُعِد تعريف التعليم، ولنُعِد توزيع الأدوار: الطالب ليس متهماً، والأستاذ ليس خصماً، والذكاء الاصطناعي ليس خصماً للطرفين، بل هو أداة تنتظر من يُحسن الإمساك بها وتوجيهها والبناء بها.