- لماذا احتفى الصهاينة بالزيارة؟
تمثل حسب وصفهم "سابقة تاريخية" بأن يزور وفد من قيادة الاستيطان أبوظبي، في الوقت الذي كانت الأخيرة روجت أن الهدف من التطبيع هدفه وقف الاستيطان.
- ما أبرز ما صرح به قادة الاحتلال من أبوظبي؟
"التقنا بقادة يشاركوننا في حربنا ضد حماس وحزب الله والإخوان المسلمين وإيران، بما في ذلك أذرعهم المدنية العاملة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
احتفت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الخميس، بالاستقبال الحافل الذي حظي به عدد من كبار قادة الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية خلال زيارتهم هذا الأسبوع إلى أبوظبي، واصفةً الاستقبال بـ"السابقة التاريخية".
وقالت وكالة أنباء اليهود (JNS) إن مجموعة من قادة ما يسمى بالمجلس الاقليمي للمستوطنات (يشع)، وهو منظمة تضم المجالس البلدية للمستوطنات اليهودية الصهيونية في الضفة الغربية، وسابقًا في قطاع غزة، قاموا بـ"سابقة تاريخية هذا الأسبوع بزيارة أبوظبي، في أول رحلة رسمية على الإطلاق إلى دولة إسلامية"، حسبما أعلن المجلس اليوم الخميس.
إفطار رمضاني
ونشرت الوكالة صورة لعدد من القادة الصهاينة في إفطار رمضاني في منزل المطبِّع علي راشد النعيمي بأبوظبي.
وذكر المجلس أن رئيسه يسرائيل غانز، والرئيس التنفيذي عمر رحاميم، ورئيس المجلس الإقليمي في تلال الخليل، إيليرام أزولاي، عادوا أمس الأربعاء من زيارتهم الأولى للإمارات، وكان برفقتهم الحاخام متانيا يديد، رئيس معهد "سفرا" المهتم بالصهيونية الدينية.
وأضاف أنه خلال الزيارة، التقى الثلاثة مسؤولين حكوميين وقادة أعمال وشخصيات مؤثرة، بالإضافة إلى السفير الصهيوني إلى أبوظبي، يوسي شيلي. وأجروا "مناقشات مباشرة حول الفرص الاقتصادية والسياسية في المنطقة".
وأشار بيان المجلس إلى أنه تمت دعوة الوفد إلى وجبة إفطار رمضانية في منزل علي راشد النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي ورئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية فيه.
وقال رئيس المجلس غانز: "زيارتنا للإمارات دليل على التحول الإقليمي والحاجة إلى تفكير جديد. يتطلب النظام العالمي الجديد تحالفات جديدة وفكرًا خارج الصندوق. إن التعاون بين الدول، القائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالواقع، هو مفتاح تقوية مجتمعاتنا وضمان مستقبل مزدهر لكلا البلدين".
وقدم غانز "الشكر للدكتور علي راشد النعيمي على دعوته الكريمة والشخصية، ونشكر جميع مضيفينا على كرم ضيافتهم ومناقشاتهم الصريحة والهامة. هذه خطوة أولى نحو تعاون مثمر يعود بالنفع على المنطقة بأسرها".
تصعيد إسرائيلي
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية تصعيدًا إسرائيليًا ملحوظًا، حيث تستمر العمليات العسكرية التي بدأت قبل أسابيع، متسببة في تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية، حيث أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، أُطلق عليها اسم "السور الحديدي"، مستهدفة مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس.
وتسببت هذه العملية بنزوح نحو 40 ألف شخص، وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن الهدف من هذه العملية هو تعزيز أمن المستوطنات اليهودية، بينما يرى منتقدون أنها تهدف إلى فرض سيطرة أشد على المنطقة وتهجير السكان الفلسطينيين.
وقال أزولاي، خلال الزيارة إلى أبوظبي، إنه "من المذهل أن نرى أن هناك قادة شجعان يريدون سماع أخبار مباشرة عن مجتمعاتنا ومدننا وتطور يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وبشأن نهج أبوظبي المحارب للإسلام السياسي والمقاومة الفلسطينية، أضاف أزولاي "التقيت بقادة يشاركوننا في حربنا ضد حماس وحزب الله والإخوان المسلمين وإيران، بما في ذلك أذرعهم المدنية العاملة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وأكدت وكالة أنباء اليهود أن هؤلاء القادة لا يخشون التصريح صراحةً بوجوب مكافحة نظام التعليم التابع للسلطة الفلسطينية، الذي يُروّج لمحاربة اليهودي كمحتلين. معتبرةً أن "العلاقة المباشرة بين مجتمعاتنا وكبار الشخصيات في الإمارات تفتح آفاقًا جديدة لتطبيق اتفاقيات إبراهيم في الضفة الغربية".
وأشارت إلى أنه اعتبارًا من مطلع العام الجاري 2025، يعيش 529,704 إسرائيليين في الضفة الغربية، وهو ما يمثل حوالي 5.28% من إجمالي الإسرائيليين.
ويعتقد 58% من الصهاينة أن المجتمعات في الضفة الغربية تساهم في أمن "إسرائيل" بأكملها، بحسب استطلاع للرأي نشره معهد سياسة الشعب اليهودي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقاً للوكالة.
وفي 15 سبتمبر 2020، وقّعت أبوظبي اتفاقية تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، والمعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام"، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شكّلت تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة، واعتبرها كثيرون طعنةً في ظهر القضية الفلسطينية.
وسوّقت أبوظبي لاتفاقية التطبيع باعتبارها خطوة نحو تعزيز "السلام والاستقرار" في المنطقة، بما في ذلك وقف الاستيطان الصهيوني، لكنّها لم تحقق أي تقدم في القضية الفلسطينية.