أعلنت القاهرة وصول شحنة من المساعدات العسكرية المصرية إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وفقا لبيان صادر عن الخارجية المصرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة تميم خلاف في البيان، مساء أمس الاثنين، إن شحنة الأسلحة تأتي "في إطار دعم مصر لمساعي دولة الصومال الشقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وصون سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها".
وأضاف أن شحنة الأسلحة التي وصلت إلى العاصمة مقديشو تهدف لدعم الجيش الصومالي وبناء قدراته.
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين عسكريين واثنين من عمال الموانئ أن السفينة الحربية المصرية سلمت شحنة كبيرة ثانية من الأسلحة إلى الصومال تضمنت مدافع مضادة للطائرات وأسلحة مدفعية في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب وأثيوبيا من جانب آخر.
وقال مصدر دبلوماسي، وفقا لرويترز، إن السفينة الحربية المصرية بدأت تفريغ شحنة الأسلحة الأحد. في حين قال عاملان في الميناء ومسؤولان عسكريان للوكالة إن قوات الأمن أغلقت رصيف الميناء والطرق المحيطة به يومي الأحد والاثنين بينما عملت قوافل على نقل الأسلحة إلى مبنى تابع لوزارة الدفاع وقواعد عسكرية قريبة.
ونشرت نصرة بشير علي، المسؤولة في مكتب رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، صورة على حسابها على منصة إكس ظهر فيها وزير الدفاع عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة السفينة.
وذكرت وزارة خارجية أرض الصومال في بيان أن أرض الصومال تخشى من احتمال وصول الأسلحة إلى أطراف أخرى، بما في ذلك حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتنامت العلاقات بين مصر والصومال هذا العام على خلفية موقفهما المشترك المتمثل في ما يعتبرانه عدم ثقة في إثيوبيا، مما دفع القاهرة إلى إرسال عدة طائرات محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقع البلدان اتفاقية أمنية مشتركة في أغسطس الماضي، وفقا لرويترز.
وأثارت إثيوبيا غضب مقديشو بتوقيع اتفاق مبدئي مع منطقة أرض الصومال الانفصالية لاستئجار منفذ ساحلي مقابل اعتراف محتمل باستقلالها عن الصومال.
ونددت مصر بالاتفاق مع أرض الصومال. كما أن القاهرة على خلاف مع أديس أبابا منذ سنوات بسبب بناء إثيوبيا لسد النهضة الضخم على نهر النيل، مما يهدد حصة مصر المائية.
وذكرت وسائل إعلام مصرية الأحد أن سفارة مصر في مقديشو حذرت رعاياها من السفر إلى أرض الصومال بسبب الأوضاع الأمنية هناك.
وهناك نحو 3 آلاف جندي إثيوبي على الأقل في الصومال ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تقاتل "المتشددين"، في حين يقدر عدد القوات الأثيوبية المنتشرة في مناطق أخرى بالصومال بما بين 5 و7 آلاف بموجب اتفاق ثنائي.
ووصفت مقديشو الاتفاق الإثيوبي مع أرض الصومال بأنه اعتداء على سيادتها، وقالت إنها ترغب في مغادرة جميع القوات الإثيوبية بحلول نهاية العام ما لم تلغ أديس أبابا الاتفاق.
وفي الوقت نفسه، قال الاتحاد الأفريقي في يوليو الماضي إن مصر عرضت المساهمة بقوات في مهمة جديدة لحفظ السلام في الصومال، لكن القاهرة لم تعلق على المسألة علنا.
ولم ترد الحكومة الإثيوبية على طلب من رويترز للتعليق، لكنها قالت في الماضي إنها لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي في حين تتخذ "جهات فاعلة أخرى" تدابير لزعزعة استقرار المنطقة.