على الرغم من أن مجموعة (G42) الإماراتية أعلنت تجردها بالكامل من الشركات الصينية لإرضاء الولايات المتحدة إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتخفيف قلق المسؤولين في واشنطن من المجموعة المرتبطة بالتجسس على المواطنين والمقيمين.
جاء ذلك في تحليل جديد لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (أحد أذرع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة) ترجمه "الإمارات71".
وتمارس الولايات المتحدة منذ العام الماضي ضغوط هائلة على المسؤولين في أبوظبي بشأن علاقة شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية Group 42 Holdings (G42)، بشركات صينية تضعها واشنطن في القوائم السوداء.
وفي يناير الماضي، طلبت لجنة مجلس النواب الأمريكي المعنية بالحزب الشيوعي الصيني من وزارة التجارة التحقيق مع (G42)، مشيرة إلى الاشتباه في علاقاتها بكيانات صينية مدرجة على القائمة السوداء.
وقال معهد واشنطن إن الملاحقة الأمريكية لمشروع G42 "بأكمله لن يكون بالأمر الجديد نظراً لمدى أهمية الشركة في المساعي الوطنية للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات؛ كما اعترف المسؤولون الأمريكيون بقرب الشركة من النخبة الحاكمة الإماراتية".
وأكد المعهد أن "أن الجمع بين الضغط من الكونجرس والسلطة التنفيذية -سواء كان منسقا أم لا- فعالا بالمثل في التأكيد على خطورة القضية".
وحتى الرئيس التنفيذي لشركة G42 اعترف مؤخراً بأن الشركة "لم تعد قادرة على العمل مع الجانبين"، وتعهد بسحب استثماراتها بالكامل من الصين.
وتابع مركز الدراسات الأمريكي: "ومع ذلك، فإن سحب الاستثمارات وحده من غير المرجح أن يخفف من مخاوف الولايات المتحدة بشكل كامل".
وفي ردها على رسالة الكونجرس في يناير، ذكرت شركة G42 أنها تعمل ضمن "امتثال صارم وحدود أخلاقية". لكنها لم تحدد ماذا تعني هذه الصيغة في البيئة الحالية، حيث يستمر التطور السريع للذكاء الاصطناعي على الرغم من فشل المجتمع الدولي في وضع معايير واضحة للقطاع أو مطابقة السياسة مع التقدم.
وقال المعهد إنه "بناءً على ذلك، ستحتاج الولايات المتحدة إلى الاستمرار في مساءلة المجموعة من خلال المراقبة المستمرة والتواصل مع المسؤولين الإماراتيين".
وأضاف: ينبغي للمجموعة أيضاً أن تحول إنجازاتها السياسية مع أبوظبي إلى كتاب قواعد للدول الأخرى التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التعاون التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين. وهذا يعني الاستعداد لعقد جلسات إحاطة رفيعة المستوى مع الشركاء في الشرق الأوسط حول مخاوف محددة تتعلق بالصين، ومتابعة هذه المناقشات بدبلوماسية صبورة وشفافة".
وتأسست مجموعة G42 في عام 2018، ويرأسها الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني (رئيس جهاز المخابرات). وتركز شركة الذكاء الاصطناعي ذات النطاق الكامل على الأبحاث المتعلقة بالتعلم الآلي والبيانات الضخمة ومعالجة اللغات الطبيعية عبر مجموعة من الصناعات، من الحكومة إلى الرعاية الصحية إلى التمويل.
اقرأ المزيد:
ماهي "G42"؟ وكيف يستخدمها الشيخ طحنون لبسط نفوذه في الدولة؟
متورطة بفضائح تجسس محليا وأمريكيا.. "جي 42" واجهة أبوظبي الجديدة للتطبيع مع تل أبيب