الشارقة - الإمارات 71
رأت سمو الشيخة
جواهر بنت محمد القاسمي، ضرورة تعزيز التوجهات الحديثة للتعليم بالانسجام مع إيقاع
الخطوات السريعة في كل الميادين، كما دعت إلى دعم وتحفيز "توطين التعليم".
وركزت حرم صاحب
السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في مقالتها الافتتاحية لمجلة
"مرامي" الشهرية الصادرة عن المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس في عددها الأخير،
بعنوان "129 معلماً مواطنا"، على ما يعانيه الميدان التربوي من فقر للمعلم
المواطن، مؤكدة "افتقاده في ظل المغريات الكثيرة التي يشهدها المجتمع الإماراتي
وفرص العمل المتنوعة والمغرية من الناحية المادية".
وجاء في كلمتها
"لفت انتباهي خبر تقديم 129 مواطناً لوظيفة مدرّس في العاصمة أبوظبي، في الوقت
الذي يعاني الميدان التربوي انحسار عدد المعلمين المواطنين الرجال على وجه الخصوص،
يأتي هذا الخبر ليقف في وجه الإغراءات الوظيفية الأخرى التي كانت مجالاً جاذباً لكل
من يريد أن يلتحق بوظيفة تحقق له الرفاهية بجهد ليس بقليل، ولكنه لا يماثل قيادة أجيال
صغيرة تتلمس الحياة وتبحث عن مكامن خطواتها في طريقها وأظفارها لا تزال ناعمة، وعقولها
لا تزال أرضاً خصبة مستعدّة في حاضرها لاستقبال أولى بذور المستقبل"
وأضافت
الشيخة القاسمي "إن مهنة التعليم هي المهنة الأم في التربية وإن كانت أُسس التربية
تبدأ من البيت والأسرة، فهذه المهنة تخرج صفوفاً من القوى البشرية التي تتشكل منها
فرق العمل، فمن دون تعليم على أُسس المعرفة والعلم والثقافة، ومن دون تربية على قيم
سلوكية وفكرية تسمو بأسس التعليم وتوظفه لمصلحة البشرية، لن تكون هناك تلك القوى التي
يقوى بها بناء الأوطان، وينمو بها بناء المجتمعات"
وأردفت
سموها "لقد افتقدنا المعلم المواطن منذ زمن، افتقدنا العدد الوفير الذي يمكن أن
نتحدث به عن "توطين التعليم" الذي لا يبدو مستحيلاً مع توفير كل وسائل التعليم
المتناسبة مع حاجات أجيال هذا الوقت، خاصة وأن التعليم بوسائله القديمة لا يحقق جذباً
في مقابل وسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت في متناول الصغير قبل الكبير، وتكاد تصبح
هذه الوسائل "معلمته" الأولى التي يتعرّف بها إلى العالم الخارجي وعالم البحث
عبر مفاتيح يتعرف إليها ويعتاد عليها بسرعة مذهلة تدهشنا، إن على التعليم أن يقف في
مواجهة ذلك لا عداء ولكن اتفاقاً على مصلحة الجيل، وإن أردنا أكثر من ال 129 معلماً
مواطناً الذين تقدموا لمهنة التعليم، فإنه ينبغي أن نتوسّع في جهودنا التطويرية في
مجال التعليم، وأهم تطوير هو تعزيز التوجهات الحديثة للتعليم والمنسجمة مع إيقاع الخطوات
السريعة في كل الميادين".
وختمت مقالها
قائلة: "وقد تكون بعض صور التعليم التقليدية ذهبت إلى غير عودة لأنها ناسبت وقتاً
ولم تناسب هذا الوقت، ولكن لا تزال هناك بعضٌ من الصور نريدها أن تتحسّن، وأولها، تحفيز
المعلّم المواطن على مواصلة دربه في هذه المهنة المهمة في حياة الشعوب، تحفيزاً يرقى
بالمهنة ونصيغها في مكانها الذي تستحقه، فهي نجمة المهن الإنسانية كلها".