أثار عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت السابق الدكتور عجيل النشمي، الجدل بشأن منح آلاف اليهود الجنسية الإماراتية خلال السنوات الماضية -التي أحجمت سلطات الدولة خلالها عن كشف أرقام التجنيس- ما أثار الجدل بشأن الأمر لا سيما مع تداول تقارير إخبارية سابقة متعلقة بالأمر.

وقال عجيل النشمي في تدوينة على منصة "إكس" تويتر سابقاً، يوم أمس الإثنين، إن "الامارات منحت آلاف اليهود جنسيتها وهذا لا يغير من صفتهم محتلين وأعداء وغاصبين لمقدساتنا في فلسطين".

وأكد في التدوينة التي قام بحذفها لاحقاً ورصدها "الإمارات 71" أن "حق بل من واجب الكويت وكل الدول العربية والإسلامية (التي لم تطبع مع هذا العدو) منع دخولهم شرعا وقانونا".

كما طالب عجيل النشمي، مجلس الأمة (البرلمان الكويتي)، بضرورة وضع على جدول أولوياته إصدار تشريع يحمي البلاد من دخولهم.

وفي وقت سابق اليوم، عاد الدكتور النشمي ونشر تدوينة على حسابه قال فيها: "إقراراً للواقع نقول :رغم أن حكومة الإمارات منذ عام 2021م أجرت تعديلات على اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي المتعلق بالجنسية والجوازات تسمح بمنح الجنسية للأجانب من المستثمرين وغيرهم ..مما قد يسمح لتجنيس اليهود باعتبارهم مستثمرين وفي ظل التطبيع .إلا أنه لم يثبت لدي تجنيس أحد منهم".

تدوينة عجيل النشمي السابقة أثارت الكثير من الجدل وردود الفعل، لا سيما في ظل بقاء هذا الأمر غامضاً ومجهولاً من جانب سلطات الدولة في التوضيح للرأي العام حول حقيقة ما يجري.

ورصد موقع "الإمارات 71" العديد من ردود الفعل حول تدوينة الدكتور النشمي، قبل حذفها.

وقال الكويتي غنيم الزغبي: "كلام غير صحيح ومعلومات مغلوطة مع الاسف ان تصدر من شيخ جليل ومحبوب مثلك.. فالامارات دولة شقيقة ذات سيادة والخوض في أمور تضرها لا يفيد العلاقات بين البلدين".

وقال منصور اليافعي "بما إنك دكتور شريعة هل تبينت من النبأ وبحثت في مصدره؟ ، ام لأنه يخص الامارات منحته صك المصداقية وكأنك على يقين، وتقول: على مجلس الأمة أن يضع على جدول اولوياته إصدار تشريع؟، بل نطالب الإخوة في مجلس الامة ان يصدروا تشريع يحمي اشقائهم من تهييج الناس عليهم وشحنهم للإساءة والتجريح".

وعلق باسم النقبي بالقول: "من ابجديات الإنسان النشمي المروءة والأخلاق وليس الكذب والتدليس، ومن الأبجديات الأكاديمية التي تعلمنها يا استاذ دكتور عدم الكذب في المعلومة لأننا نعلم أجيال بقالولي وسمعنا لأنها محسوبة عليك دهرا لأننا مؤمنين ب(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ﴿68 العنكبوت﴾".

وقال علي البديوي: "شيخنا الجليل مصدر معلوماتك عشان فيه رب يحاسب على كل كلمه وأنت أعلم من العامة فلو تكرمة مصدرك علشان لا يتطاول عليك أحد من العامة".

وكتب ناصر العازمي "اعتقد ان في خطأ في معلومتك ياشيخنا، اعتقد الامارات ما جنست، إلا إذا أنت أعطيتنا الدليل".

ويبدو أن منشور النشمي أثار غضب علي النعيمي المقرب من أبوظبي وأحد الشخصيات المسوّقة للتطبيع مع الاحتلال، فردّ بالقول: "هذا كذب و افتراء و هذا نتيجة استغلال الدين لخدمة أجندات سياسية فمثل هذا لا يردعهم دين او قيم عن الكذب و الافتراء".

وأضاف النعيمي: "اذا كان الكذب و الافتراء يخدمهم سياسيا ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) لديهم فتوى مشهورة في تنظيمهم بجواز الكذب لمصلحة الدعوة و المقصود لمصلحة التنظيم" (في إشارة إلى تنظيم الإخوان المسلمين المدرج في أبوظبي على قوائم الإرهاب).

وبين ردود الفعل وإثارة الجدل، لاتزال سلطات أبوظبي تحجم عن التعليق فيما يتعلق بمنح الجنسية لليهود، منذ اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفي يناير، أقر مجلس الوزراء، تعديلات من شأنها أن تتيح منح الجنسية للمستثمرين وأصحاب مهن أخرى مثل العلماء والأطباء وعائلاتهم، لاستقطاب "العقول التي تساهم بقوة في مسيرتنا التنموية"، وفق تغريدات نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس الوزراء حاكم دبي، وأثار القرار في حينها الكثير من الجدل والرفض الشعبي لهذه التعديلات.

عقب تعديلات قوانين منح الجنسية للمقيمين المثيرة للجدل، تداولت تقارير إخبارية أنّ نحو خمسة آلاف إسرائيلي حصلوا على الجنسية الإماراتية، وسط إقبال واسع من الإسرائيليين تحت غطاء الاستثمار، خاصة في إمارتَيْ دبي وأبوظبي.

وفي سبتمبر 2022، أقام ممثل الجالية اليهودية في دبي الحاخام الإسرائيلي ليفي دوشمان - حفل زفاف ضخما بحضور 1500 ضيف، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ، مما أثار استنكارا وردود فعل غاضبة.

وظهر في الحفل حاضرون وهم يرتدون الزي الإماراتي، يرقصون جنبا إلى جنب مع آخرين غالبيتهم يرتدون ملابس اليهود المتدينين.

ووصفت حركة "حباد لوبافيتش" اليهودية، حفل الزفاف بأنه "مصدر فخر وطني كبير باعتباره عرضاً وتجربة حية للاستثمار الإماراتي الطويل الأمد في خلق ثقافة التعايش والتنوع الديني".

ووقّعت أبوظبي مع الاحتلال الإسرائيلي في 15 سبتمبر 2020 اتفاقا لتطبيع العلاقات برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ومنذ ذلك الحين تم تبادل السفراء وتدشين الخطوط الجوية المباشرة والتوقيع على الكثير من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات.