أحدث الأخبار
  • 01:20 . مجموعة السبع تقول إنها "ستفي بالتزاماتها" تجاه مذكرة توقيف نتنياهو... المزيد
  • 01:18 . سلطان عُمان يزور تركيا لأول مرة الخميس... المزيد
  • 01:05 . بوريل يطالب بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت... المزيد
  • 01:02 . مجلس الدفاع الخليجي يبحث في الدوحة تعزيز استراتيجية الدفاع المشتركة... المزيد
  • 12:52 . "رويترز": تركيا سلمت المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي لأبوظبي... المزيد
  • 12:49 . نتنياهو يعلن التوقيع على وقف إطلاق النار مع حزب الله.. وهذه أبرز بنود الاتفاق... المزيد
  • 10:00 . أبطال آسيا.. الشارقة يهزم فريق استقلول ويرفع رصيده إلى 10 نقاط... المزيد
  • 08:32 . تقارير: بايدن يعلن الليلة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان... المزيد
  • 08:11 . الإمارات تصدر مرسوماً اتحادياً بشأن تنظيم المؤسسات العقابية والإصلاحية... المزيد
  • 07:51 . "التأمينات" تحدد موعد صرف المعاشات التقاعدية لشهر نوفمبر... المزيد
  • 07:32 . اتصالات الإمارات توافق على رفع سقف الاقتراض 200% مؤقتاً... المزيد
  • 07:08 . الأمطار تتسبب بتضرر وغرق 10 آلاف خيمة نزوح في غزة... المزيد
  • 06:50 . كوشنر يتعهد بدعم اليهود في الإمارات بعد مقتل الحاخام الإسرائيلي... المزيد
  • 06:38 . النفط يهبط مع احتمال التوصل لاتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله... المزيد
  • 01:24 . باكستان.. مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين لعمران خان... المزيد
  • 12:56 . "الهوية والجنسية" تحدد ست خطوات لإصدار تصريح مغادرة إلكترونياً... المزيد

كيف تفجر الخلاف بين البرهان وحميدتي على زعامة السودان؟

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 17-04-2023

يتصارع الجنرالان الأقوى في السودان على السلطة، بعد فترة تحالف بينهما حين تلاقت مصالحهما بعد الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، عام 2019.

الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كان قائدا للقوات البرية في عهد البشير، وصار قائدا للقوات المسلحة، ورئيسا للمجلس السيادي. والفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أسس قوات الدعم السريع معتمدا على الميليشيات التي خاضت حربا دامية في إقليم دارفور وأصبح نائبا لرئيس المجلس السيادي.

وأشار تقرير لموقع "الحرة" الأمريكي حول وصول الطرفين إلى الصراع في السودان، إلى أن قوة التحالف بينهما كانت ظاهرة خلال استحواذهما على السلطة في أكتوبر 2021، في خطوة وصفتها القوى المدنية بـ "انقلاب"، إذ خرج البرهان حينها في خطاب على التلفزيون ليعلن عزل المدنيين من السلطة ودعم حميدتي ذلك.

ولكن أصدقاء الأمس، كان لكل منهما "تطلعات سياسية مختلفة"، ويتمعتان بنفوذ عسكري لأكبر قوتين في البلاد، بحسب تقرير سابق لوكالة فرانس برس.

وأكد البرهان وحميدتي التزامهما تجاه الاتفاق مع القوى السياسية، ولكن لديهما تصورات مختلفة حول كيفية تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والتي في مقدمتها إعادة هيكلة القوات المسلحة بدمج قوات الدعم السريع ضمن الجيش.

ويؤكد تحليل نشره معهد واشنطن أن "نجاح العملية الانتقالية في السودان" لا تتم من دون إدارة دقيقة بين "رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، واللواء عبد الفتاح البرهان، والفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي".

وأضاف أن على جميع الأطراف أن يكونوا أكثر "اتساقا في الانخراط مع حميدتي والبرهان واحترامهما وتشجيعهما أيضا، لأن مثل هذا الاهتمام قد يساعد في إقناعهما بالحد من طموحاتهما خاصة حميدتي.. ووفقا لاتفاقية الحكم في السودان، لا يمكن لأي من الجنرالين.. الترشح للانتخابات المقبلة".

البرهان.. من الظل إلى الأضواء

قبل الإطاحة بالبشير، لعب البرهان دورا رئيسيا بعيدا عن الأضواء في مشاركة السودان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، ثم أصبح في دائرة الضوء حين تولى قيادة المجلس العسكري الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالبشير في 2019.

تولى البرهان منصبه بعدما تنازل الفريق أول ركن عوض ابن عوف عن رئاسة المجلس العسكري بعد أقل من 24 ساعة في السلطة، تحت ضغط الشارع الذي كان ينظر إلى ابن عوف على أنه من داخل النظام وحليف مقرب من الرئيس السابق.

وأمضى البرهان فترة من حياته المهنية كملحق عسكري لدى بكين. ويقول ضابط سوداني لوكالة فرانس برس عن البرهان إنه "ضابط كبير يعرف كي يقود قواته"، مضيفا "ليست لديه ميول سياسية، إنه عسكري".

ولد البرهان عام 1960 في قرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس في الكلية الحربية ولاحقا في مصر والأردن.  وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء. وكان قائدا لسلاح البر قبل أن يعينه البشير في منصب المفتش العام للجيش.

في فجر يوم الـ 25 من أكتوبر عام 2021 أعلن البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء والمؤسسات الانتقالية

في 2019 بعد حكم ديكتاتوري استمر 30 عاما، شكلت قوى الحرية والتغيير حكومة مدنية تقاسمت حكم البلاد مع العسكريين وكان يفترض أن تقود البلاد إلى انتخابات حرة لتسليم السلطة كاملة للمدنيين.

وتحول البرهان من شخصية تعمل في الظل إلى رئيس للبلاد بحكم الأمر الواقع.

وفي عام 2020 بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مع البرهان "تطبيع" العلاقات، وذلك خلال لقاء في عنتيبي الأوغندية، وفق ما أعلن مكتب نتانياهو حينها.

وبعدها بأشهر أعلن البنك المركزي السوداني أن الولايات المتحدة أبلغت الخرطوم برفع العقوبات عن 157 مؤسسة سودانية.

في ديسمبر 2020، شطبت الولايات المتحدة رسميا السودان من قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب، بعد أقل من شهرين من موافقته على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

لكن في أكتوبر 2021 وفيما كان استحقاق الانتخابات يقترب، أغلق البرهان الباب أمام هذا التحول الديمقراطي على نحو مفاجئ، حيث قاد انقلابا واعتقل معظم الوزراء والمسؤولين المدنيين.

بعد سنة على ذلك، باشر العسكريون والمدنيون مفاوضات جديدة وتعهدوا توقيع اتفاق حول العودة الى تقاسم السلطة في الأول من أبريل الحالي، وأرجئ أكثر من مرة لينتهي الأمر بمواجهة بين البرهان وحميدتي.

وفي كلمة الى الأمة في ذكرى إطاحة، جعفر النميري، في العام 1985، أكد البرهان أن "الأطراف تعمل الآن بجد لإكمال النقاش حول الموضوعات المتبقية"، مشددا على أن التأجيل تقرر بغرض "وضع الأطر المتينة التي تحافظ على زخم الثورة".

أرجأ البرهان التوقيع النهائي للاتفاق الانتقالي بالضغط لتوسيعه ليشمل جماعات متمردة سابقة وفصائل مدنية موالية للجيش. وفي 11 مارس قال الجيش إن اتهامه بالعزوف عن تسليم السلطة "محاولات مكشوفة للتكسب السياسي والاستعطاف وعرقلة مسيرة الانتقال".

خلال المفاوضات بين الجيش والمحتجين حول تركيبة الحكم، قام البرهان بزيارات الى مصر والإمارات والسعودية.

حميدتي من تجارة الجمال إلى إمبراطورية عسكرية

وصل حميدتي إلى نفوذه الحالي بتشكيل "إمبراطورية" مالية وعسكرية، والتي دفعته إلى تغيير ولائه السياسي وانحيازه للثورة السودانية في 2019، وهو ما ضمن له "نفوذا سياسيا كبيرا" في معادلة ما بعد الثورة، والتي "عززها بأصوات إعلامية" لها نفوذ داخل الرأي العام السوداني بحسب تحليل نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وأضاف أن "التوازنات السياسية دفعت حميدتي لأن يكون نائبا لرئيس مجلس السيادة، وأن يتم الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة".

حمل حميدتي السلاح لأول مرة في منطقة غرب دارفور بعد أن قتل رجال هاجموا قافلته التجارية نحو 60 شخصا من عائلته ونهبوا الجمال، وفقا لما ذكره محمد سعد المساعد السابق لحميدتي.

وانتشر الصراع في دارفور منذ عام 2003 بعد أن ثار متمردون معظمهم من غير العرب ضد الحكومة.

وفي فيلم وثائقي صور في ريف دارفور، يظهر دقلو ببزة عسكرية وهو يخفي جزءا من وجهه، وينفي أي ضلوع له في ارتكاب تجاوزات. إلا أنه غير موقفه بسرعة وفي العام 2013 عين قائدا لقوة جديدة مؤلفة خصوصا من ميليشيات سابقة هي "قوات الدعم السريع".

ومع توليه منصب نائب رئيس الدولة، تولى حميدتي، تاجر الجمال السابق والحاصل على قدر قليل من التعليم الأساسي، عددا من أهم الحقائب الوزارية في السودان بعد الإطاحة بالبشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.

كيف تفجر الخلاف؟

وبدأ تصاعد التوتر بين البرهان وحميدتي بسبب أمرين: الأول، الإفراج عن موسى هلال، وهو عم حميدتي وينافسه في النفوذ بقيادة القبائل العربية في دارفور، والذي كان مسجونا بأوامر من البشير، والثاني إصدار البرهان أمرا بعدم السفر لأعضاء المجلس من دون إذن منه، وهو ما اعتبره حميدتي يأتي ضمن "هندسة شاملة لتقليص نفوذه ومنعه من ممارسة أدوار سياسية في ملفات السلام"، بحسب التحليل الذي أعدته الخبيرة في الشؤون الإفريقية في المركز أماني الطويل.

ولم يرضخ حميدتي لمحاولات "تقزيمه" إذ قام بالسفر إلى تركيا من دون موافقة البرهان، وعقد اتفاقيات اقتصادية معهم، وهو ما تم الرد عليه بعد ذلك بتسريب "فيديو مشاركة شقيق حميدتي في فض اعتصام القيادة العامة إبان الثورة السودانية" والذي راح ضحيته العديد من الأشخاص.

وبعدها بفترة خرج حميدتي ليصف علنا الانقلاب بأنه "خطأ" أدى إلى "إعادة تنشيط الفلول"، في إشارة إلى أنصار نظام البشير. فيما أكد البرهان من جهته أن تحركه كان "ضروريا لإشراك مزيد من القوى السياسية في إدارة الفترة الانتقالية"، بحسب فرانس برس.

في 2022، زار دقلو روسيا عشية غزوها أوكرانيا وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.

ونفى حميدتي في خطاب ألقاه أمام أفراد من قوات الدعم السريع في مارس في أم درمان "أي خلافات مع الجيش". وقال "خلافاتنا مع المكنكشين في السلطة (أي المتمسكين بها)، نحن ضد أي شخص يريد أن يصبح دكتاتورا".

واستنكرت القوات المسلحة حينها الاتهامات الموجهة إلى قيادة الجيش "بعدم الرغبة في استكمال عملية التحول الديمقراطي والخروج من السياسة".

وقالت في بيان "إنها محاولات علنية لكسب التعاطف السياسي وعرقلة عملية الانتقال الديمقراطي".

لم يهدر حميدتي أي وقت في محاولة رسم مستقبل السودان الذي حكمه قادة عسكريون استولوا على السلطة في معظم تاريخه بعد الاستعمار، وتحدث علنا عن الحاجة إلى "ديمقراطية حقيقية" والتقى بالسفراء الغربيين وأجرى محادثات مع الجماعات المتمردة.

وأبدى حميدتي القليل من التسامح مع المعارضة وفق رويترز. وقال شهود إن قوات الدعم السريع شنت حملة دامية على تجمع احتجاجي في 2019 أمام وزارة الدفاع بعد الإطاحة بالبشير، مما أودى بحياة ما يزيد على مئة شخص. ونفى حميدتي إصدار أمر بالاعتداء على المحتجين.

رئيس المرصد السوداني للشفافية والسياسات، وهو مؤسسة فكرية مستقلة، سليمان بلدو قال إن حميدتي المنحدر من خلفية بدوية ترعى الجمال يحاول أن يصبح قوة يحسب لها حساب داخل الهيكل الوطني للسلطة في بلد انفردت فيه نخبة الخرطوم بالسلطة لوقت طويل.

وفي تصريحات إعلامية العام الماضي، قال حميدتي إنه لن يقف مكتوف الأيدي ويشاهد البلاد وهي تنهار لكنه نفى أن تكون لديه طموحات للزعامة.